عبّر السفير الإسرائيلي السابق في فرنسا، إيلي بارنافي، عن إدانته الصريحة للسياسة الحالية لدولة الاحتلال، واصفًا إياها بالعار ومؤكدًا أنها تُدار من قبل حكومة تحمل توجهات تفوقية، فاشية وأصولية. وأشار بارنافي إلى وجود شخصيات "مرتكبة لجرائم إبادة جماعية" داخل السلطة التنفيذية الإسرائيلية، في وقت تتصاعد فيه التصريحات العنيفة وغير المسبوقة من بعض الوزراء الإسرائيليين.
فقد سبق لوزير الدفاع السابق يوآف غالانت أن شبّه الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية"4، فيما أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن غزة "ستُدمَّر بالكامل"511، بينما دعا وزير التراث أمنون إلياهو إلى استخدام القنبلة النووية ضد غزة6، وأكد مؤخرًا أن "على الغزيين أن يموتوا جوعًا"، مطالبًا بقصف مخازن الغذاء وفرض المجاعة كسلاح7. هذه التصريحات تعكس منهجية متعمدة في تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم لتبرير الجرائم المرتكبة بحقهم.
تتجلى على الأرض نتائج هذه السياسات في استخدام التجويع كسلاح، وتدمير منهجي للبنية التحتية المدنية، وسقوط آلاف الأطفال بين قتيل وجريح أو محروم من العلاج، في كارثة إنسانية غير مسبوقة في العصر الحديث. فمنذ أكتوبر 2023، قُتل في غزة ما يقارب 60 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 15 ألف طفل، وأصيب نحو 150 ألف آخرين، في حصيلة مرشحة للارتفاع8. لا يمكن لأي ذريعة أن تبرر هذا المستوى من الوحشية والدمار الجماعي بحق المدنيين العزل.