تقارب تونسي جزائري: دعم متجدد للبوليساريو ومشاريع استراتيجية في ميناء جرجيس

أضيف بتاريخ 06/11/2025
منصة الجنوبية

شهدت العلاقات بين الجزائر وتونس تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، حيث برزت مؤشرات واضحة على تقارب سياسي واستراتيجي بين الرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيد. هذا التقارب لم يقتصر فقط على التنسيق السياسي، بل امتد ليشمل ملفات إقليمية حساسة ومشاريع اقتصادية حيوية، أبرزها ملف الصحراء الغربية ودعم جبهة البوليساريو، بالإضافة إلى التعاون في تطوير ميناء جرجيس جنوب تونس



فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية المغربية، أظهرت تونس مؤخراً تحولاً في موقفها التقليدي المحايد، إذ باتت تميل بشكل واضح إلى دعم الطرح الجزائري الداعم لجبهة البوليساريو، وذلك من خلال استقبال قيادات الجبهة في مناسبات رسمية وتأكيد الرئيس سعيد على أهمية "حق تقرير المصير للشعوب". هذا الموقف الجديد أثار ردود فعل قوية من الجانب المغربي، الذي اعتبره انحيازاً غير مسبوق من تونس لصالح الجزائر، ما أدى إلى توتر العلاقات بين الرباط وتونس.

على الصعيد الاقتصادي، تسعى تونس والجزائر إلى تعزيز التعاون الإقليمي عبر مشاريع مشتركة، من بينها مشروع خط بحري يربط ميناء جرجيس التونسي بالعاصمة الليبية طرابلس، بمشاركة ليبية. يهدف هذا المشروع إلى تنشيط الحركة التجارية وتسهيل نقل البضائع بين الدول الثلاث، في محاولة لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تعاني منها المنطقة، وخلق فرص عمل جديدة خاصة في الجنوب التونسي. كما تم الاتفاق على تسهيل حركة الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية وتطوير خطوط النقل الجوي المباشر.

الاتصالات الأخيرة بين الرئيسين تبون وسعيد أكدت على عمق العلاقات الثنائية وضرورة مواصلة التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية، مع التشديد على أهمية الاستقرار في المنطقة المغاربية. ويبدو أن هذا التحالف الجديد يضع تونس في موقع استراتيجي جديد، لكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرار التونسي في السياسة الخارجية، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية والظروف السياسية الداخلية التي تمر بها البلاد.