كشف المنتدى الصيني الأفريقي للتعاون في بكين عن تحول جذري في العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين القارة السمراء والقوة الآسيوية. وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في 5 سبتمبر 2024 عن حزمة دعم مالي بقيمة 360 مليار يوان (45 مليار يورو) لأفريقيا خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع التزام بخلق مليون فرصة عمل على الأقل في القارة.
ووفقاً لتقارير وكالة بي بي سي، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا 225 مليار يورو في عام 2022، حيث ركزت بكين على استيراد المواد الخام وتصدير المنتجات المصنعة. وتشير إحصائيات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى وجود 3000 شركة صينية تعمل حالياً في أفريقيا.
وفي تحليل نشره موقع الجزيرة، تواجه العلاقات الصينية الأفريقية تحديات متعلقة بالديون، حيث تمتلك الصين 134 مليار دولار من القروض المستحقة على الدول الأفريقية، ما يمثل 20% من إجمالي ديون القارة الخارجية.
وأشار موقع باما إلى توسع التعاون ليشمل المجال الأمني، حيث خصصت الصين 12.6 مليار يورو للدعم العسكري وتدريب 6000 جندي و1000 شرطي أفريقي، إضافة إلى استضافة 500 ضابط شاب للتدريب في الصين.
وحسب تقرير وول ستريت جورنال، تسعى الصين لتعزيز نفوذها في أفريقيا عبر تقديم نفسها كنصير للدول النامية، مع التركيز على استقرار التزاماتها وتعزيز رؤيتها للتحديث والأمن والعلاقات الدولية.
وفي هذا السياق، دعا الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا إلى إعادة توازن العلاقات التجارية مع الصين، مؤكداً على ضرورة تقليص العجز التجاري وتعزيز الاستثمارات المستدامة الموجهة نحو التصنيع وخلق فرص العمل.