في الجزائر، الأخبار المزيفة ليست حادثاً إعلامياً: إنها عقيدة الدولة

أضيف بتاريخ 05/21/2025
منصة الخبر


عندما تبث قناة الجزائر مقطعاً كاذباً آخر عن #المغرب، فهذا ليس خطأً ولا استثناءً. إنها القاعدة. آلية متقنة حيث الحقائق لا تهم، وحيث تمر الأيديولوجية الخيالية كـ "صحافة". في هذا البلد الذي يدّعي أنه وريث مليون ونصف شهيد، يوجد الآن مليون ونصف خبر مزيف.

آخر مثال: زعمت القناة العامة "قناة الجزائر" أنها اكتشفت "نفقاً سرياً" بين المغرب والحدود الجزائرية في باب العسة، يُزعم أنه مخصص لتهريب المخدرات. ولإضفاء المصداقية على وهمهم، بثوا صوراً... تبين لاحقاً أنها ليست من الجزائر ولا من المغرب، بل من عملية للحرس المدني الإسباني في سبتة! تحريف الصور، والإخراج الفج، والدعاية الرخيصة: كل شيء مقبول لتغذية الهوس المعادي للمغرب.

هذه ليست حالة معزولة. وكالة الأنباء الجزائرية @APSAlgerie، الذراع الرسمي للنظام، نشرت أكثر من 3000 مقال عن المغرب في قسم "الدولي" فقط بين 2021 و2023. معظمها سلبي. حتى أن قسم "العالم" لديه تصنيف فرعي خاص "للقضية الصحراوية". عندما تكرس كل هذه الطاقة الإعلامية لبلد مجاور واحد، فهذا ليس تحليلاً جيوسياسياً - إنه هوس.

لكن في النهاية، ماذا تسعى هذه الوسائل الإعلامية لتحقيقه؟ صرف الانتباه. خلق عدو خارجي لنسيان العدو الداخلي: البطالة الجماعية، هروب الشباب، تكميم حرية التعبير، الصحافة المدجنة، الاقتصاد المختنق. في غياب التقدم، يصنعون الأزمات. في غياب سياسة خارجية متماسكة، يبنون أنفاقاً خيالية.

ما يصدم هو هيكلية كل هذا. صحفيو التلفزيون العام ووكالة الأنباء الجزائرية ليسوا مستقلين. إنهم ينفذون خطاً مُملى من فوق. إنه جهاز، أداة حرب نفسية. لم نعد نتحدث عن معلومات خاطئة. نتحدث عن استراتيجية تلاعب. التلفزيون الجزائري لا يُعلم: إنه يصنع.

وبينما يتطور المغرب، ويعزز تحالفاته، ويستثمر في مناطقه الجنوبية والتحول الأخضر، تستثمر الجزائر في... سيناريوهات تهريب مصورة في سبتة.

المفارقة النهائية؟ عندما يفضح وسيط إعلامي مغربي هذه المهزلة، يُحجب الوصول إلى موقع وكالة الأنباء الجزائرية عن مستخدمي الإنترنت المغاربة. عندما تزعج الحقيقة، يقطعون الإنترنت.

حان الوقت لقول الأمور بوضوح: وسائل الإعلام العامة الجزائرية لا تستحق لا المصداقية ولا المجاملة. لقد أصبحت تهديداً للحقيقة، للمنطقة، وخاصة للجزائريين أنفسهم، المحرومين من صحافة حرة. لا يمكن للكذب المحترف أن يدعي لقب الصحفي.

في عالم حيث الشفافية عملة قوية، الجزائر مفلسة - وهي تصرخ بذلك على جميع قنواتها.

عن تدوينة للحسن حداد