في تطور مأساوي يعكس تحديات التغير المناخي في أوروبا، ضربت موجة فيضانات عارمة شرق إسبانيا في نهاية أكتوبر الماضي، مخلفة خسائر بشرية ومادية فادحة أثارت قلق الاتحاد الأوروبي.
وفي خطوة عاجلة لمواجهة تداعيات الكارثة، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن حزمة مساعدات ضخمة بقيمة 10.6 مليار يورو، تعد الأكبر في تاريخ البلاد للتعامل مع الكوارث الطبيعية. وأودت الفيضانات الناجمة عن ظاهرة "دانا" (القطرة الباردة) بحياة 217 شخصاً على الأقل، معظمهم في منطقة فالنسيا، فيما لا يزال 89 شخصاً في عداد المفقودين.
وستشمل المساعدات 78 بلدية متضررة، حيث ستقدم إعانات مباشرة وتعويضات وإعفاءات ضريبية للأسر والشركات والعاملين المستقلين. كما يتوقع إعلان مساعدات إضافية للقطاعات الأكثر تضرراً كالزراعة والصناعة في الأسابيع المقبلة.
وفي بروكسل، فتح الاتحاد الأوروبي الباب أمام مرونة في قواعد الانضباط المالي لمساعدة إسبانيا على تحمل التكاليف الاستثنائية. كما تجري مفاوضات لتفعيل صندوق التضامن الأوروبي لدعم الدول الأعضاء في مواجهة الكوارث الطبيعية.
وتؤكد هذه الكارثة مجدداً أن التغير المناخي يشكل تحدياً أمنياً واقتصادياً واجتماعياً للاتحاد الأوروبي. ورغم صعوبة منع الظواهر المناخية المتطرفة، يمكن الحد من آثارها عبر تعزيز سياسات الوقاية والإنذار المبكر وتوعية المواطنين، وهو ما لم يتم بالشكل الكافي في إسبانيا خلال أزمة "دانا".