تشهد معدلات حساسية حبوب اللقاح ارتفاعاً ملحوظاً، مما يؤثر على صحة الملايين وأدائهم اليومي. وتؤكد البيانات العلمية الحديثة تسجيل مستويات قياسية من حبوب اللقاح في الهواء، حيث سجلت مدينة هيوستن الأمريكية أعلى معدلاتها منذ بدء القياسات الرسمية في عام 2013.
وبحسب تقرير نشرته مجلة "كوريي إنترناسيونال"، فإن الآثار الصحية تتجاوز الأعراض المعتادة كسيلان الأنف والدموع والعطس والتهاب الحلق، لتشمل تأثيرات اقتصادية واجتماعية واسعة النطاق. وتشير مؤسسة الربو والحساسية الأمريكية إلى أن الحساسية التنفسية أصبحت من الأسباب الرئيسية للغياب عن العمل والمدرسة.
ويلعب التغير المناخي دوراً محورياً في تفاقم هذه المشكلة، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وزيادة ثاني أكسيد الكربون إلى تعزيز نمو النباتات المسببة للحساسية وإطالة موسم حبوب اللقاح. وأصبحت الحلول التقليدية، مثل تجنب مسببات الحساسية واستخدام العلاجات العَرَضية، غير كافية لمواجهة حجم المشكلة المتنامي.
ويدعو الخبراء إلى ضرورة إدراج التكلفة الاجتماعية للحساسية ضمن السياسات الصحية والبيئية، مع التركيز على تعزيز الوقاية وتحسين مراقبة تركيزات حبوب اللقاح ودعم البحث العلمي لتطوير علاجات جديدة. فالتحدي لم يعد طبياً فحسب، بل أصبح قضية مجتمعية تتطلب استجابة جماعية شاملة.