يمتلك الدماغ البشري قدرات استثنائية، ومن أبرزها القدرة على النسيان - وهي خاصية قد تكون إيجابية في الواقع. في عصرنا الرقمي، نواجه كمًا هائلاً من المعلومات يومياً، من رسائل البريد الإلكتروني إلى الأخبار والاجتماعات وتحديثات حركة المرور والمحادثات العائلية.
وفقاً للبروفيسور شاران رانغاناث، مدير مختبر الذاكرة الديناميكية في جامعة كاليفورنيا ديفيس، فإن النسيان الانتقائي يعد آلية تطورية مهمة تساعد الدماغ على التركيز على المعلومات الأكثر أهمية. فالدماغ يختار بعناية ما يجب تخزينه، مركزاً على الأحداث والمعلومات التي نوليها اهتماماً خاصاً.
لتعزيز قدرات الذاكرة، يقترح الخبراء عدة استراتيجيات فعالة:
التركيز الكامل: عند استقبال معلومات مهمة، تجنب تشتيت الانتباه بالهواتف الذكية أو المؤثرات الخارجية. فالحضور الذهني الكامل يعزز قدرة الدماغ على تخزين المعلومات.
تقنية PLR: وهي اختصار لـ "التوقف، الربط، والتكرار". عند تعلم اسم جديد أو وضع شيء مهم، توقف للحظة، اربط المعلومة بسياق محيط، وكرر العملية ذهنياً.
التكنولوجيا الذكية: استخدم التقنيات المتاحة بحكمة - ضع تذكيرات، التقط صوراً للحظات المهمة، واحرص على مراجعتها دورياً لتعزيز الذاكرة.
تقوية الذاكرة اليومية: حول المعلومات العادية إلى صور ذهنية مميزة. يقترح نيلسون ديليس، بطل الذاكرة الأمريكي خمس مرات، تخيل صور مبالغ فيها أو غير عادية لتعزيز تذكر التفاصيل.
التأمل اليومي: خصص خمس دقائق قبل النوم لمراجعة أحداث يومك. سجل اللحظات الجميلة والتفاصيل المهمة في مذكراتك.
الوقاية خير من العلاج: تعرف على نقاط ضعف ذاكرتك وضع استراتيجيات استباقية لمعالجتها. إذا كنت تنسى الأسماء بسهولة، راجع أسماء الأشخاص قبل المناسبات الاجتماعية.
تذكر أن الذاكرة مهارة يمكن تطويرها مع الممارسة والتدريب المستمر. كما يؤكد الخبراء، فإن تغيير نظرتنا السلبية عن قدراتنا على التذكر هو الخطوة الأولى نحو تحسين أداء الذاكرة.