في مزاد تاريخي شهدته مدينة شيكاغو الأمريكية، حظيت قطعة أثرية نادرة تخص الرئيس الأمريكي الأسبق أبراهام لينكولن باهتمام واسع وأرقام قياسية في المبيعات. القفازات الجلدية التي كان يرتديها لينكولن ليلة اغتياله في مسرح فورد عام 1865، والتي لا تزال ملطخة بدمائه، بيعت مقابل 1.52 مليون دولار، محققة تهافتاً غير مسبوق بين هواة جمع التذكارات التاريخية.
ليلة الرابع عشر من أبريل سنة 1865، أصبح لينكولن أول رئيس أمريكي يُغتال بينما كان يحضر عرضاً مسرحياً في واشنطن. بعد إطلاق النار عليه، بقيت القفازات شاهدة صامتة على لحظة مأساوية غيّرت مسار التاريخ الأمريكي. وها هي اليوم تواصل إثارة الإعجاب والدهشة بعد مرور أكثر من 150 عاماً على تلك الليلة المشؤومة، مؤكدة أن آثار الشخصيات التاريخية لا تفقد قيمتها مهما تعاقبت السنوات.
لم يقتصر المزاد على القفازات فقط، فقد بيعت أيضاً مناديل كان يحملها لينكولن ليلة الحادثة بمبلغ 826 ألف دولار، إضافة إلى أزرار قميصه وتذكرة دخول العرض المسرحي، لتحقق جميعها أرقاماً قياسية وتعكس شغف العالم بحفظ تراث القادة الذين صنعوا التاريخ. عائدات المزاد بلغت حوالي 7.9 مليون دولار، تم توجيهها لسداد ديون متراكمة على مؤسسة لينكولن الرئاسية، والتي كانت قد اشترت مجموعة كبيرة من مقتنيات الرئيس الراحل بهدف عرضها في متحف الرئاسة وإثراء الذاكرة الأمريكية.
هكذا تبرهن هذه القطع الأثرية، من خلال أسعارها المرتفعة وقيمتها الرمزية، على مدى ارتباط الشعوب بتاريخها ورغبتها في الاقتراب من لحظات صنعت هوية الدول، حيث تظل آثار لينكولن شاهداً حياً على معاني التضحية والقيادة في لحظات التحول الكبرى.