اكتشاف دلو بيزنطي غامض في بريطانيا يكشف أسرار دفن الأنجلوساكسونيين

أضيف بتاريخ 05/27/2025
منصة المَقالاتيّ


عثر علماء الآثار في موقع برومسويل القريب من منطقة ساتون هو الشهيرة شرقي إنجلترا على دلو نحاسي تعود صناعته للقرن السادس الميلادي، يحمل نقوشًا بيزنطية فريدة ويخفي بين جوانبه أسرارًا مدفونة منذ أكثر من ألف عام. هذا الدلو الصغير، الذي أتى به التجار أو المحاربون من مدينة أنطاكية البيزنطية (حاليًا ضمن الأراضي التركية)، انتهى به المطاف في طقوس الدفن للأنجلوساكسونيين، إحدى أهم القبائل الجرمانية التي استوطنت بريطانيا.

التحقيقات الأثرية الدقيقة أظهرت أن الدلو لم يكن مجرد قطعة فنية أو هدية فاخرة، بل استُخدم كوعاء لاحتواء بقايا جثمان محروق لإنسان بالغ، إلى جانب عظام حصان وأجزاء من مشط قرني غير محترق. هذه العناصر تشير إلى مكانة اجتماعية عالية لصاحب الدفن، حيث كان إدراج الخيول في مراسم الحرق طقسًا يخص النبلاء والمحاربين. ما يجعل هذا الاكتشاف فريدًا هو الجمع بين تقاليد دفن جرمانية وعناصر واردة من العالم البيزنطي، ما يعكس تواصل الحضارات وتداخلها حتى في مناسبات الموت.

دراسة العظام وآثار المعادن كشفت أن الرفات وُضعت أولاً في كيس ثم أُدخلت إلى الدلو، فيما يدرس الباحثون حاليًا إمكانية استخراج الحمض النووي من المشط لتحديد هوية المدفون وجنسه. هذا الدلو البيزنطي يفتح نافذة جديدة لفهم طقوس الدفن لدى الأنجلوساكسونيين، ويؤكد أن منطقة ساتون هو لم تكن مجرد موطن لدفن الملوك فحسب، بل مركزًا لتلاقي الثقافات وتبادل الرموز والطقوس بين الشرق والغرب في العصور الوسطى المبكرة.