إعادة التوازن في الشرق الأوسط: بين انهيار التحالفات وقوة المجتمعات المدنية

أضيف بتاريخ 05/29/2025
منصة المَقالاتيّ


وفقاً لتحليل هشام العلوي المنشور في لوموند دبلوماتيك عام 2025، يمر الشرق الأوسط بإعادة تشكيل جيوسياسي كبير منذ نهاية الحرب الباردة. يشير الكاتب إلى أن ضعف إيران، التي طالما اعتُبرت قائدة للتحالف المناهض للإمبريالية، يؤدي إلى اضطراب التوازنات الإقليمية. كما يلاحظ أن سقوط النظام السوري لبشار الأسد في ديسمبر 2024 أحيا الأمل بين الشعوب العربية، في حين أن الحرب في غزة والقمع الإسرائيلي يثيران الغضب والتعبئة.

يرى العلوي أن التحالفات القديمة تتفكك. فمحور المقاومة الشيعي الذي تقوده طهران يتكبد خسائر فادحة، في حين تنسحب القوى الغربية وروسيا وإيران تدريجياً. في هذا السياق، تظل الحركات الشعبية من أجل الحرية والكرامة، وريثة "الربيع العربي"، نشطة رغم القمع وغياب آفاق سياسية منظمة. ويلاحظ الكاتب أن التحولات الديمقراطية صعبة، وغالباً ما تصادرها مجموعات أفضل تنظيماً، معظمها إسلامية. ويظهر الوضع في سوريا أن السلطة الجديدة يجب أن تتعامل مع التنوع الديني والعرقي للبلاد.

ويشير إلى أن الحرب في غزة قد سرّعت هذه التحولات. تواصل إسرائيل استراتيجية التوسع الإقليمي والضم، مما يزيد من عسكرة المجتمع واستبعاد أي احتمال للسيادة الفلسطينية. ووفقاً للعلوي، فإن هذه السياسة، التي يُنظر إليها على أنها استعمار صريح، تقسم المجتمع الإسرائيلي وتغذي المعارضة الداخلية. بالنسبة للفلسطينيين، لم يعد الكفاح المسلح خياراً قابلاً للتطبيق وأصبحت قضيتهم الآن تندرج في إطار حقوق الإنسان العالمية. السلطة الفلسطينية، التي ينخرها الفساد، تواجه معارضة متزايدة، في حين أن حماس، رغم ضعفها، لا تزال فاعلاً مهماً في أي تسوية محتملة.

وأخيراً، يرى هشام العلوي أن الأنظمة العربية، التي تواجه هشاشتها الخاصة، تجد صعوبة في مواجهة هذه التطورات، بينما يدخل الشرق الأوسط مرحلة من عدم اليقين حيث تصطدم التطلعات الديمقراطية بصمود الأنظمة الاستبدادية وتجزؤ المجتمعات. القضية الفلسطينية، التي لا تزال بعيدة عن الحل، تظل في قلب التوترات، وينظر إليها الآن من منظور حقوق الإنسان والقانون الدولي.

(هشام العلوي، لوموند دبلوماتيك، 2025)