تتزايد في الصين ظاهرة الإمساك بين طلاب المدارس، مما يعكس الضغط الدراسي الشديد والخلل في النظام التعليمي. هذه المشكلة الصحية، التي قد تبدو بسيطة، أصبحت قضية مجتمعية تكشف عن التأثيرات الجسدية والنفسية للمنافسة المدرسية المكثفة.
يولي المجتمع الصيني أهمية قصوى للنجاح الدراسي، خاصة في امتحان "قاوكاو" الوطني للقبول في الجامعات، الذي يحدد مستقبل الشباب الاجتماعي والمهني. هذه المنافسة الشرسة تدفع الطلاب إلى وتيرة عمل مرهقة، غالباً على حساب صحتهم الجسدية والعقلية. تشير العديد من الدراسات والتقارير إلى أن هذا الضغط قد يؤدي إلى القلق واضطرابات النوم وحتى الأفكار الانتحارية بين الشباب.
بسبب ضيق الوقت والتوتر أو الخوف من إضاعة وقت المراجعة، يتجنب العديد من الطلاب الذهاب إلى المراحيض في المدرسة، مما يؤدي إلى مشاكل صحية متكررة. هذا العَرَض هو تعبير ملموس عن نظام تعليمي يضع الأداء فوق صحة الأطفال ورفاههم.
حاولت السلطات الصينية تخفيف عبء العمل عن الطلاب من خلال تقييد وقت الواجبات المنزلية، ومنع الواجبات للأصغر سناً، والإغلاق المبكر للدروس الخصوصية المسائية، وتشجيع الراحة. لكن هذه الإجراءات تواجه مقاومة من العائلات ومنطق المنافسة العامة. يخشى الكثير من الآباء أن يؤدي تخفيف العبء الدراسي إلى وضع أطفالهم في موقف غير مؤاتٍ في سباق التميز.
صرح تشن باوشنغ، وزير التعليم الصيني: "عبء عملهم ثقيل كالجبل. لا يمكن للأطفال أن ينموا بصحة جيدة. طلابنا ليسوا سعداء. المشكلة خطيرة ويجب معالجتها بحزم."
تفتح ظاهرة الإمساك لدى الطلاب نقاشاً أوسع حول مستقبل التعليم في الصين. تسعى السلطات إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على التميز الأكاديمي وحماية الصحة العقلية والجسدية للأجيال الشابة. لكن طالما ظل نظام "قاوكاو" بهذه الأهمية الحاسمة، من المرجح أن يستمر الضغط المدرسي وآثاره الجانبية.