إلى جانب التزامها حيال الهجمات القوية في إيران، يتوجب على إسرائيل أن تلتزم أيضاً قرار عدم زيادة أهداف لم تكن ضمن خطة الحرب منذ البداية. من الضروري التركيز على تعطيل البرنامج النووي إلى أقصى حد، وعزل وقطع السلسلة التي يمكن أن تسمح بتصنيع قنبلة نووية، وعلينا الامتناع من إرسال سلاح الجو للبحث عن مخبأ الخامنئي - إلّا لو كانت أمامنا فرصة - ولا يجب أن نظهر، بأيّ شكل من الأشكال، كأننا نريد منع تصدير النفط الإيراني.
إن تغيير النظام في طهران، وبغض النظر عن الرغبة الكبيرة في ذلك، يتطلب تخصيص قوات وجهود على حساب الهدف المركزي. كما أن ضرب مواقع تصدير النفط في جزيرة الخرج، أو بندر عباس، سيرفع أسعار الطاقة في العالم بشكل كبير جداً، وهو ما سيؤدي إلى معارضة عمليات الجيش والضغوط عليه لكي يتوقف. كعقاب، يمكن أن نضرب منظومات الغاز، أو الوقود الذي يُستعمل في الاستخدام الداخلي الإيراني، لكن لا يجب، مثلاً، وقف التصدير إلى الصين، لأن إيران هي المزود المركزي لها.
إن عدد الصواريخ التي تُطلق من إيران يقلّ بشكل كبير جداً، على الرغم من أن توسيع الأهداف رفع مستوى القتل بشكل كبير. يمكن أن نكون بحاجة إلى ردّ في مواقع مختارة وذات رمزية، بهدف زيادة الردع. وعلى الرغم من ذلك، يجب الالتزام بالأهداف الأصلية - النووي والصواريخ - والتي يجب أن تكون الحساب المركزي طوال الوقت.
ماذا عن نهاية الطريق؟ كلّ مَن يفكر بشكل سليم يعرف أنه لا يمكن "إبادة" الخطة النووية برمتها. في الإمكان إلحاق الضرر بجميع مركّباتها، وتعميق الضربة في نتانز، على سبيل المثال، واستهداف قاعات أجهزة الطرد المركزي في الطبقات السفلية، ويمكن أن نعالج قضية مخازن اليورانيوم المخصّب لدرجة 60% في أصفهان، بحذر. طبعاً، من الأفضل أن تحلّق طائرات الـ B52 الأميركية من جزيرة دييغو غارسيا لضرب المفاعل في فوردو، لكن من دونها أيضاً يمكن أن يتم إلحاق أضرار جدية. وبالمناسبة، بحسب أقوال الإيرانيين، فإنهم أخرجوا جزءاً من المعدات وحاويات اليورانيوم من فوردو. إن صورة نهاية كهذه - لنأمل أن تتحقق - ستعيد الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، وهم أضعف وأكثر انفتاحاً على مطالب مندوبي الرئيس ترامب. آخر ما يريده الخامنئي هو استفزاز ترامب ومشاركته في ضرب إيران، وأن يمنح الجيش رصيداً في النهاية، ولذلك، هناك حذر كبير في طهران، على الرغم من إرث الإيرانيين الكبير في إطلاق الكلام المستفز ضد الأميركيين، لكنهم لا يشدون الحبل أكثر مما يجب.
تبدو إيران مضروبة، والنظام "فقد احترام مجتمعه"، وهناك منظومة جديدة كاملة من القيادة العسكرية في الحرس الثوري، وأيضاً في الجيش النظامي، أمور تخلق وضعاً أكثر راحةً بالنسبة إلى المفاوضين الأميركيين. وأكثر من ذلك: هناك 3 دول أوروبية رائدة، وهي ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، ستعزز تهديدها الآن بتفعيل منظومة Snapback، التي تعيد العقوبات التي تمت إزالتها عن إيران إلى ما كانت عليه. هذا كله في الوقت الذي يضبط كلٌّ من روسيا والصين النفس، بينما يجد الإيرانيون أنفسهم معزولين ومُحرجين