أطلقت أكبر كاميرا رقمية تم بناؤها على الإطلاق أولى صورها للكون، معلنةً بداية حقبة جديدة في علم الفلك. تقع الكاميرا في مرصد "فيرا سي. روبين" في تشيلي، وتهدف هذه المنشأة إلى إحداث ثورة في فهمنا للكون، من تاريخ المجموعة الشمسية وحتى أسرار الطاقة المظلمة.
يبلغ وزن الكاميرا 3 أطنان، ويصل قطر عدستها إلى 1.5 متر، وهي مزودة بمستشعر ضخم يتكون من 189 قطعة فردية، تلتقط صوراً بدقة 3.2 مليار بكسل. هذه القدرات الفائقة تمنح العلماء إمكانية رصد مليارات الأجرام السماوية الجديدة، والتي لم يسبق للبشرية أن شاهدتها من قبل.
يقول الخبراء إن مرصد فيرا سي. روبين سيسبر أغوار الكون على نطاق غير مسبوق، حيث سيقوم بمسح السماء الجنوبية كل بضعة أيام لمدة عشر سنوات. ومن المتوقع أن تتيح البيانات التي سيجمعها المرصد للعلماء فهمًا أعمق لأصل وتطور المجرة، والكشف عن ملايين الكويكبات والمذنبات، بالإضافة إلى دراسة تأثيرات الطاقة المظلمة على توسع الكون.
يُعد هذا المشروع إنجازًا علميًا كبيرًا، ليس فقط بسبب حجم الكاميرا وتقنيتها المتطورة، بل أيضًا بسبب حجم البيانات التي سيتم جمعها ومعالجتها. يُتوقع أن ينتج المرصد ما يزيد عن 20 تيرابايت من البيانات كل ليلة، مما يتطلب بنية تحتية رقمية متطورة لتحليل هذه الكمية الهائلة من المعلومات.