كشفت دراسة دولية حديثة نشرت في مجلة "PLOS Biology" أن التحفيز العصبي الكهربائي يمكن أن يكون الحل السحري لمشكلة ضعف المهارات الرياضية لدى الكثيرين. الدراسة، التي قادها البروفيسور روي كوهين كادوش من جامعة ساري البريطانية، اعتمدت على تقنية تُعرف باسم "التحفيز الكهربائي العشوائي عبر الجمجمة" (tRNS)، حيث يتم وضع أقطاب كهربائية على رأس الشخص لإرسال نبضات كهربائية غير مؤلمة إلى مناطق معينة من الدماغ مسؤولة عن التفكير وحل المشكلات
النتائج كانت مذهلة: المشاركون الذين يعانون من صعوبات في الحساب أظهروا تحسناً في أدائهم بنسبة تراوحت بين 25% و29% في اختبارات الحساب الذهني، مقارنة بأدائهم قبل التجربة. اللافت أن هذا التحسن كان ملحوظاً بشكل خاص لدى الأشخاص الذين كانوا في أدنى مستويات الأداء، بينما لم يظهر تأثير كبير على أولئك الذين يمتلكون بالفعل مهارات رياضية قوية.
الباحثون يؤكدون أن الهدف من هذه التقنية ليس خلق عباقرة رياضيات بين ليلة وضحاها، بل إعطاء دفعة مؤقتة تساعد الأفراد على تجاوز عتبة الصعوبة والانطلاق نحو التعلم الذاتي. كما أشاروا إلى إمكانية توسيع استخدام هذه التقنية مستقبلاً لتشمل مجالات تعليمية أخرى مثل تعلم اللغات الأجنبية.
هذه النتائج تفتح الباب أمام نقاش واسع حول مستقبل التعليم ودور التكنولوجيا العصبية في تقليص الفجوات التعليمية، خاصة مع ارتفاع نسب ضعف الكفاءات الحسابية بين البالغين في العديد من الدول المتقدمة. ومع ذلك، يحذر العلماء من ضرورة ضمان عدالة الوصول إلى هذه التقنيات حتى لا تزيد الفوارق الاجتماعية. في ظل هذه التطورات، يبدو أن المدارس والجامعات ستشهد قريباً ثورة في طرق التدريس، حيث قد يصبح التحفيز العصبي الكهربائي جزءاً من الأدوات اليومية لمساعدة الطلاب على تحقيق أفضل أداء ممكن.