يستضيف منتزه يوركشير للنحت تجربة فنية فريدة تجمع أربعين منحوتة للفنان الجنوب أفريقي ويليام كنتريدغ في معرض "جاذبية الثقل". المعرض، الذي يستمر حتى أبريل 2026، يمثل أكبر تجمع لأعمال كنتريدج النحتية خارج جنوب أفريقيا
تؤكد كلير ليليفورد، القيّمة على المعرض في منتزه يوركشير للنحت، أن هذا الحدث يعيد تشكيل المشهد الفني البريطاني ويفتح حواراً جديداً حول الفن الأفريقي المعاصر.
تتصدر المشهد مجموعة "موكب الورق"، ستة منحوتات ضخمة بارتفاع خمسة أمتار، تتميز بألوانها الحيوية وتفاعلها مع سياج تاريخي من القرن التاسع عشر. تطورت هذه الأعمال من قصاصات ورقية بسيطة إلى منحوتات تجسد حركة الحياة.
يضم المعرض أيضاً أربع منحوتات برونزية ضخمة تعكس رموز كنتريدغ المميزة، من بينها شخصية برأس مكبر صوت وقط مسترخٍ. يتكامل العرض مع تجربة متعددة الوسائط تشمل عرض "بورتريه ذاتي كإبريق قهوة"، الذي أنتجه الفنان خلال فترة الحجر الصحي.
تكشف المنحوتات، المصنوعة من مواد متنوعة كالبرونز والفولاذ والألمنيوم، عن تطور أسلوب كنتريدغ على مدى عقدين. يقول الفنان إن هذه الأعمال تمثل تحولاً من الظل المسطح إلى الشكل المجسم، مؤكداً أن النحت هو امتداد طبيعي للرسم.
تتميز التجربة بعناصر سمعية وبصرية غامرة، حيث تعرض أفلام مثل "لنلعب الرقصة بشكل أعذب" على شاشات ضخمة، مما يخلق مساحة تفاعلية تجمع بين الفن والموسيقى والحركة.
يعالج كنتريدغ قضايا عميقة مثل الاستعمار والفصل العنصري والأنظمة الشمولية، مع إضافة لمسات شاعرية وأحياناً ساخرة. تبقى ذاكرة الألم والتجارب الإنسانية محورية في أعماله، التي تتميز بتعدد القراءات والمعاني.