تحول الخطاب السياسي الأمريكي: عندما تتغلب العاطفة على المنطق في الكونغرس

أضيف بتاريخ 04/30/2025
منصة المَقالاتيّ


حقائق علمية جديدة تكشف عن تغير جذري في لغة السياسة الأمريكية. تحليل ثمانية ملايين خطاب يظهر تراجعاً ملحوظاً في استخدام البيانات والأدلة لصالح الخطاب العاطفي والحدسي، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة كونستانس الألمانية في عام 2025.

يكشف البحث عن منعطف تاريخي في منتصف السبعينيات، حيث بدأت اللغة المبنية على الحقائق بالتراجع تدريجياً حتى وصلت إلى أدنى مستوياتها في العصر الحالي. هذا التحول شمل كلا الحزبين الرئيسيين، مع ميل أكبر لدى الجمهوريين في السنوات الأخيرة للابتعاد عن الخطاب المدعوم بالأدلة.

ترتبط هذه الظاهرة بشكل وثيق مع تصاعد الاستقطاب السياسي وتراجع الإنتاجية التشريعية في الكونغرس. كلما زاد الاعتماد على الخطاب العاطفي، اتسعت الفجوة بين الأحزاب وتراجعت قدرتهم على إنتاج تشريعات فعالة.

تزامن هذا التحول مع أزمات تاريخية مفصلية، من "العصر الذهبي" نهاية القرن التاسع عشر إلى "الكساد الكبير" في الثلاثينيات. هذه الفترات شهدت تغيرات اجتماعية واقتصادية عميقة انعكست مباشرة على لغة السياسة.

يحذر الباحثون من تأثير هذا التحول على صحة النظام الديمقراطي. فكلما ابتعد الخطاب السياسي عن الحقائق والأدلة، ضعفت ثقة المواطنين في مؤسساتهم وقدرتها على معالجة مشاكلهم.