في حادثة مأساوية أثارت صدمة واسعة في باكستان، قُتلت الشابة سنا يوسف، إحدى أبرز المؤثرات على منصة تيك توك، برصاص شاب رفضت مرارًا محاولاته للتقرب منها. الجريمة وقعت في منزل عائلتها بالعاصمة إسلام آباد، حيث تسلل القاتل بعد مراقبة طويلة، لينهي حياة فتاة لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها، كانت قد حصدت شهرة واسعة بفضل محتواها الذي يجمع بين الغناء والمكياج والترويج للمنتجات
الشرطة الباكستانية تمكنت من إلقاء القبض على الجاني بعد فراره إلى مدينة فيصل آباد، مؤكدة أن الدافع كان رفض سنا المتكرر لمحاولاته، وهو ما يعكس ظاهرة متكررة في المجتمع الباكستاني حيث تتعرض النساء للعنف والابتزاز بسبب استقلاليتهن أو نشاطهن العلني، خصوصًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
ردود الفعل على الجريمة كانت قوية، إذ امتلأت منصات التواصل بوسوم تطالب بتحقيق العدالة لسنا، بينما عبر نشطاء حقوق الإنسان عن قلقهم من تصاعد العنف ضد النساء، خاصة في الفضاء الرقمي. الناشطة نيغات داد أشارت إلى أن مثل هذه الحوادث ليست فردية، بل تعكس بيئة تشجع على إسكات النساء وممارسة العنف ضدهن، في ظل غياب حماية قانونية واجتماعية كافية.
تشير تقارير محلية إلى أن أكثر من 80% من النساء في باكستان تعرضن لنوع من التحرش في الأماكن العامة، بينما تزداد المخاطر على المؤثرات الشابات اللواتي يواجهن تهديدات مباشرة بسبب نشاطهن الرقمي. جريمة قتل سنا يوسف أعادت إلى الواجهة النقاش حول ضرورة إصلاح القوانين وتغيير العقليات، لضمان بيئة أكثر أمانًا للنساء، سواء في الواقع أو على الإنترنت.
هذه الحادثة المروعة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها جرائم أخرى مثل مقتل نور مقدم التي أثارت جدلاً واسعًا حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في باكستان. ومع تصاعد الأصوات المطالبة بالتغيير، يبقى السؤال: هل ستدفع مأساة سنا يوسف المجتمع الباكستاني إلى وقفة جادة لمواجهة هذا العنف المستشري؟