لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مستقبلية؛ بل أصبح اليوم قوة فاعلة تعيد تشكيل ممارسات القانون التجاري. ففي وول ستريت، بات بإمكان نموذج ذكاء اصطناعي توليد غالبية ملف الطرح الأولي لشركة في البورصة خلال دقائق، بعدما كان ذلك يتطلب تعبئة عدة خبراء لأسابيع طويلة. أصبحت المهام التقنية، التي يمكن توحيدها وأتمتتها، في مرتبة ثانوية.
ما يتبقى—تلك الـ5% التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي إنتاجها—أصبح هو الجوهر: الفهم القانوني، والحُكم البشري، وإدارة العلاقة مع العميل. هنا تنتقل القيمة الحقيقية. فالتحدي أمام المحامي اليوم ليس في خطر الزوال، بل في التحول: تقليل الوقت المخصص للكتابة القانونية، وزيادة التركيز على الاستشارة والتوجيه.
هذا التحول يفرض إعادة تموقع سريعة حول ما لا يمكن للآلة فعله: اتخاذ القرار وسط الضبابية، الاستماع الجيد، الإقناع، وتوجيه العميل في بيئة مليئة بالغموض. مستقبل القانون لم يعد في إنتاج النصوص، بل في الذكاء البشري، أمام آلة لا تملك لا حدساً ولا مسؤولية.