هل يخدع الطلاب أساتذتهم بإضافة الأخطاء إلى نصوص الذكاء الاصطناعي؟

أضيف بتاريخ 06/04/2025
منصة ذكاء


مع الانتشار السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، أصبح من السهل على الطلاب الاستعانة بهذه الأدوات لكتابة واجباتهم المدرسية والتقارير والمقالات. إلا أن هذا التطور التكنولوجي لم يمر دون إثارة الجدل، حيث لجأ العديد من الأساتذة والمؤسسات التعليمية إلى استخدام برامج متخصصة لاكتشاف النصوص المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، مثل Turnitin وغيرها. لكن في مواجهة هذه الإجراءات، بدأ بعض الطلاب في تطوير أساليب جديدة للتحايل على هذه الأدوات، من بينها إضافة أخطاء إملائية ونحوية متعمدة إلى النصوص التي ينتجها الذكاء الاصطناعي، بهدف جعلها تبدو أكثر "بشرية" وأقل مثالية في نظر المعلمين والخوارزميات على حد سواء.

تشير تقارير إعلامية ودراسات حديثة إلى أن هذه الظاهرة آخذة في الانتشار، خاصة في الجامعات والمدارس التي تعتمد بشكل كبير على التقييم الكتابي عن بعد. فبدلاً من تسليم نصوص خالية من الأخطاء وبأسلوب أكاديمي رفيع، أصبح بعض الطلاب يتعمدون إدخال أخطاء بسيطة أو حتى جمل غير مترابطة، ليعكسوا أسلوبهم الشخصي أو مستوى لغتهم الحقيقي، مما يصعب على برامج الكشف التمييز بين ما هو أصيل وما هو مولد آليًا. بل إن بعض الطلاب يستخدمون أدوات إلكترونية متخصصة تُعرف بـ"محولات النصوص البشرية"، والتي تعيد صياغة النص المولد آليًا ليبدو وكأنه كُتب يدويًا، مع الحفاظ على بعض الأخطاء والسهوات المتعمدة.

هذه الممارسات تضع المؤسسات التعليمية أمام تحديات جديدة، إذ لم تعد المشكلة تقتصر على اكتشاف الغش التقليدي، بل أصبحت تتعلق بكيفية التحقق من أصالة الأعمال في عصر الذكاء الاصطناعي. كما أن الاعتماد المفرط على برامج الكشف قد يؤدي إلى اتهام بعض الطلاب الأبرياء ظلمًا، خاصة إذا كان أسلوبهم في الكتابة يشبه إلى حد ما أسلوب الذكاء الاصطناعي، أو إذا لجأوا إلى تحسين نصوصهم عبر أدوات رقمية مشروعة. من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن الحل لا يكمن فقط في تطوير تقنيات الكشف، بل في إعادة التفكير في طرق التقييم نفسها، من خلال التركيز على المشاريع الإبداعية أو الامتحانات الشفهية أو المهام التي يصعب على الذكاء الاصطناعي إنجازها دون تدخل بشري واضح.

في النهاية، يبدو أن العلاقة بين الطلاب والتكنولوجيا ستظل معقدة ومتغيرة باستمرار، وأن السباق بين أساليب التحايل ووسائل الكشف لن يتوقف قريبًا. ويبقى السؤال الأهم: كيف يمكن تحقيق التوازن بين الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي في التعليم وضمان النزاهة الأكاديمية في الوقت نفسه؟