اكتشاف بصمة إصبع نياندرتال عمرها 43 ألف عام على حجر مزين في إسبانيا

أضيف بتاريخ 05/30/2025
منصة المَقالاتيّ


عثر فريق من علماء الآثار الإسبان على حجر جرانيتي يحمل نقطة حمراء من المغرة وبصمة إصبع كاملة تعود إلى إنسان نياندرتال بالغ، وذلك في ملجأ صخري قرب مدينة سيغوفيا الإسبانية. يبلغ عمر هذا الاكتشاف حوالي 43 ألف عام، مما يجعله أقدم بصمة إصبع بشرية كاملة تم العثور عليها حتى الآن.

الحجر، الذي يبلغ طوله حوالي عشرين سنتيمتراً، يحمل بصمة وُضعت عمداً باستخدام إصبع مغموس في صبغة المغرة الحمراء. وتقع البصمة تحديداً في موضع يشبه، بشكله وتجاويفه الطبيعية، وجهاً مبسطاً: ثلاث تجاويف طبيعية تشكل ما يشبه العينين والفم، والنقطة الحمراء تحدد موقع الأنف.

للتأكد من الأصل البشري والطبيعة المتعمدة للعلامة، استعان الباحثون بالشرطة العلمية الإسبانية الوطنية. كشفت التحليلات الجنائية المتقدمة عن 13 خاصية مميزة لبصمة الإصبع البشرية، وأظهرت أن الإصبع وُضع بشكل عمودي ومتعمد على الحجر. كما تبين أن المغرة المستخدمة، المكونة من أكاسيد الحديد والمعادن الطينية, لم تكن من الكهف أو محيطه.

يفسر الباحثون تكوين الحجر وموقع نقطة المغرة كمظهر من مظاهر "الباريدوليا"، وهي ظاهرة عصبية يتعرف فيها الدماغ البشري على أشكال مألوفة، غالباً ما تكون وجوهاً، في الأشياء الطبيعية. ويعتقد العلماء أن إنسان النياندرتال تعرف على شكل وجه في الحجر، ثم أكد هذا التشابه بوضع علامة ملونة.

تدحض هذه الاكتشاف الفكرة السائدة طويلاً بأن الإنسان العاقل وحده كان قادراً على التعبير الفني والتفكير الرمزي. حتى الآن، كانت الأدلة على السلوك الرمزي عند النياندرتال متفرقة ومثيرة للجدل. لكن هنا، العمل واضح وموثق علمياً، ولا يمكن اعتباره صدفة أو استخداماً وظيفياً.

يشير هذا الاكتشاف إلى أن القدرة على التعرف على الأشكال وتمثيلها رمزياً لم تكن حكراً على نوعنا، بل كانت سمة مشتركة مع النياندرتال. هذا العمل، الذي يعود إلى 43 ألف عام، ينضم إلى اكتشافات حديثة أخرى تشهد على وجود تعبير رمزي، ربما طقوسي أو هوياتي، لدى أبناء عمومتنا المنقرضين.