شهد قصر "تاي هوا" التاريخي في مدينة "هيو" الفيتنامية حادثة مروعة هزت الرأي العام وأثارت موجة قلق واسعة بشأن حماية التراث الوطني. فقد أقدم رجل في الثانية والأربعين من عمره على اقتحام القاعة الرئيسية للقصر، وتمكن من تجاوز الحواجز الأمنية والوصول إلى العرش الإمبراطوري العائد لأسرة نغوين، آخر سلالات الحكم الملكي في تاريخ فيتنام.
العنصر الأثري، الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، يُعتبر من أكثر الرموز التاريخية قيمةً في البلاد، حيث يتميز بتصميمه الفريد وزخرفته بنقوش التنين التقليدية التي ترمز إلى السلطة والهيبة الإمبراطورية. وقد صُدم الموظفون والحراس حين اكتشفوا أن ذراع الكرسي الأمامي الأيسر قد تم كسره بطريقة متعمدة، وهو ضرر يصعب إصلاحه دون المساس بأصالة الأثر.
تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على الرجل في عين المكان، وأوضحت التحقيقات الأولية أنه كان يتصرف بشكل غير طبيعي قبل ارتكاب فعلته. وتم إحالته سريعاً إلى السلطات المختصة التي أمرت بإخضاعه لفحوصات وتقييم نفسي للتأكد من حالته العقلية قبل اتخاذ إجراءات قانونية بحقه.
هذا الحادث أعاد إلى الواجهة مسألة ضعف الإجراءات الأمنية حول بعض الكنوز الوطنية، ودفع السلطات إلى إعلان مراجعة عاجلة وشاملة لمنظومة الحماية في المعالم والمتاحف التاريخية، من خلال تعزيز أنظمة المراقبة، وتدريب الحراس على رصد التصرفات غير الاعتيادية، وتشديد الضوابط على حركة الزوار.
ويُذكر أن قصر "تاي هوا" هو أحد أبرز رموز التراث المعماري والثقافي لفيتنام القديمة، ويجذب سنوياً آلاف السياح والباحثين في مجال التاريخ والفنون. وقد أكدت إدارة مركز صون آثار هيو التزامها بإعادة ترميم العرش والتحقيق في ملابسات الواقعة لمنع تكرارها مستقبلاً، في رسالة واضحة تعكس أهمية صون الذاكرة الجماعية وحماية إرث الأجداد.