في خطوة غير مسبوقة قلبت موازين المشهد السياسي في جنوب إفريقيا، أعلن حزب "أومخونتو وي سويزي" (MK) بقيادة الرئيس السابق جاكوب زوما دعمه الرسمي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية المغربية. هذا الموقف الجديد يمثل قطيعة واضحة مع الخط الدبلوماسي التقليدي لجنوب إفريقيا، الذي ظل لعقود يدعم جبهة البوليساريو ويعترف بما يسمى "الجمهورية الصحراوية". وقد أثار هذا التحول غضب حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC) الحاكم، الذي خرج منه حزب زوما.
ووفقًا لموقع "جون أفريك"، أكد حزب MK في وثيقة رسمية أن الصحراء كانت جزءًا لا يتجزأ من المغرب قبل الاستعمار الإسباني، وأن استعادة المغرب للمنطقة بعد انسحاب إسبانيا عام 1975 كان خطوة في إطار استكمال الوحدة الترابية. واعتبر الحزب أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل "الحل الواقعي الوحيد" الذي يضمن للسكان الصحراويين إدارة شؤونهم المحلية ضمن سيادة المملكة المغربية، ويشكل في الوقت ذاته مخرجًا عمليًا لإنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
يرى حزب زوما أن دعم المغرب في قضية الصحراء يعكس روح التضامن الإفريقي الحقيقي، ويستند إلى تاريخ مشترك في مقاومة الاستعمار، مشيرًا إلى أن المغرب كان أول بلد يدعم حركة التحرر في جنوب إفريقيا منذ ستينيات القرن الماضي. ودعا الحزب إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وبريتوريا في مجالات الاقتصاد والدبلوماسية والأمن والثقافة، معتبرًا أن التعاون بين أكبر قوتين اقتصاديتين في إفريقيا سيفتح آفاقًا واسعة أمام التكامل القاري ويعزز مناعة القارة أمام التدخلات الخارجية.
هذا التحول في موقف أحد أكبر الأحزاب الجنوب إفريقية يُعد مؤشرًا على بداية إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية في القارة، وقد يفتح الباب أمام مراجعة أوسع للسياسة الخارجية لجنوب إفريقيا تجاه قضية الصحراء المغربية، خاصة مع تراجع هيمنة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وصعود قوى سياسية جديدة تتبنى رؤى أكثر براغماتية تجاه قضايا القارة.