في منعطف تاريخي يشهد على قوة الإرادة ورؤية القيادة، يظل عثمان بنجلون، الرجل الذي يُلقب بعميد المصرفيين الأفارقة، في موقع القيادة على رأس مجموعة "بنك إفريقيا"، وذلك بعد أن تجاوز سن التسعين ليبلغ الثانية والتسعين من عمره. وفي اليوم الذي يحمل رمزية خاصة، إذ يصادف الذكرى الثلاثين لرئاسته الأولى لمجلس الإدارة، اختار بنجلون أن يبقى في الصدارة، رافضاً عروض الاستحواذ التي قدمتها كل من البنك المركزي الشعبي وشركة الإئتمان العقاري والسياحي.
هذا القرار لم يكن مجرد تأكيد على بقاء اسم عثمان بنجلون في لوحة القادة، بل هو إشارة قوية إلى أن القيادة في عالم الأعمال ليست مرتبطة بالعمر بقدر ما هي مرتبطة بالرؤية والقدرة على صنع القرار. ومن المتوقع أن يعلن بنجلون عن إستراتيجيات كبرى لمجموعته في الفترة المقبلة، في وقت تشهد فيه الساحة المصرفية الإفريقية تحولات كبيرة وتنافساً محموماً بين العمالقة.
يُذكر أن عثمان بنجلون هو أحد أبرز رجال الأعمال في المغرب والعالم العربي، وقد أسهم في تحويل البنك المغربي للتجارة الخارجية، الذي أصبح اليوم "بنك إفريقيا"، إلى مؤسسة مالية عملاقة تمتد شبكتها عبر القارة. قراره بالبقاء في القيادة، رغم التحديات والعروض المغرية، يؤكد على التزامه برؤيته الطموحة لمستقبل المجموعة، ويضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبل القيادة في عالم المال والأعمال في إفريقيا.