نحن نعيش في كون مذهل يحتوي على أسرار لا تنتهي، لكننا غالباً ما ننشغل بتفاصيل حياتنا اليومية عن التأمل في عظمته. فكما أن البكتيريا التي تعيش تحت أظافرنا قد تتجاهل العالم الواسع من حولها، نحن أيضاً نميل إلى تجاهل الكون الشاسع الذي نعيش فيه.
يشكل عدد النجوم في الكون المرئي رقماً يفوق الخيال. ففي الليلة الصافية وبعيداً عن أضواء المدن، يمكننا رؤية حوالي 2500 نجم فقط بالعين المجردة، وهو ما يمثل جزءاً ضئيلاً من مجرة درب التبانة التي تحتوي على ما بين 100 إلى 400 مليار نجم.
تمتد مجرتنا على مسافة 100,000 سنة ضوئية، وهي مسافة هائلة تجعل الضوء المنبعث من أحد طرفي المجرة يستغرق 100,000 سنة للوصول إلى الطرف الآخر. وعندما ننظر إلى نجم بعيد، فإننا في الواقع نرى صورته كما كانت في الماضي البعيد.
يقدر العلماء أن الكون المرئي يحتوي على أكثر من 100 مليار مجرة، مما يعني أن العدد الإجمالي للنجوم يتراوح بين 10^22 و 10^24 نجم. وللمقارنة، فإن هذا العدد يفوق عدد حبات الرمل على جميع شواطئ الأرض بعشرة آلاف مرة.
تتميز النجوم بتباعدها الشاسع عن بعضها البعض. فأقرب نجم إلى شمسنا، بروكسيما قنطورس، يبعد عنا 4.24 سنة ضوئية. ولتقريب الصورة، لو كانت الشمس بحجم كرة تنس الطاولة في نيويورك، فإن أقرب نجم إليها سيكون كرة أخرى في أتلانتا.
تتفاوت النجوم في أحجامها بشكل مذهل. فنجم VY Canis Majoris العملاق يعادل حجمه 1,420 مرة حجم شمسنا. ولو وضع مكان شمسنا، لابتلع كل الكواكب حتى زحل. في المقابل، هناك النجوم النيوترونية الصغيرة والكثيفة للغاية، التي تنشأ عند موت النجوم الكبيرة. ملعقة صغيرة من مادة النجم النيوتروني تعادل كتلة 900 هرم من أهرامات الجيزة.