لم يكن أحد يتخيل أن اختراعًا بسيطًا كالقلم الجاف سيحدث ثورة في عالم الكتابة ويؤثر بشكل كبير على معدلات محو الأمية حول العالم. بدأت القصة عام 1938 عندما قام المخترع المجري لاسلو بيرو بتسجيل براءة اختراع لأول نموذج من القلم الجاف. استوحى بيرو فكرته من آلية عمل المطابع، حيث صمم نظامًا يستخدم كرة دوارة تسمح بتدفق الحبر اللزج دون جفاف، وبذلك حل مشاكل التسرب والجفاف البطيء التي كانت تعاني منها الأقلام التقليدية.
بمساعدة أخيه جورجي، وهو كيميائي، عمل بيرو على تحسين اختراعه الذي سرعان ما اكتسب شعبية واسعة. لكن القصة لم تنته هنا، فقد رأى رجل الأعمال الفرنسي مارسيل بيش إمكانات تجارية هائلة في القلم الجاف الذي اخترعه بيرو. في عام 1950، استحوذ بيش على حقوق الاختراع وأطلق قلم بيك كريستال في فرنسا.
نجح بيش في تحويل هذا الاختراع إلى منتج عالمي من خلال الإنتاج الفعال والسعر المعقول. أصبح قلم بيك كريستال رمزًا للكتابة السهلة والموثوقة، وواحدًا من أكثر الأقلام مبيعًا في العالم. ساهم التصميم البسيط والوظيفي للقلم، إلى جانب متانته وتكلفته المنخفضة، في انتشاره الواسع وتأثيره الكبير على زيادة معدلات محو الأمية حول العالم.
يعتمد نجاح قلم بيك كريستال على عدة عوامل رئيسية: بساطته، قدرته على الكتابة بسلاسة دون الحاجة إلى ضغط مفرط، وتوافره العالمي. منذ إطلاقه، تم بيع أكثر من 100 مليار قلم بيك كريستال في جميع أنحاء العالم. أصبح هذا القلم أيقونة حقيقية لدرجة أنه يتم عرضه في المجموعة الدائمة لمتحف الفن الحديث في نيويورك.