إعادة تشكيل الشرق الأوسط: فرص وتحديات بحسب جاريد كوشنر

أضيف بتاريخ 09/30/2024
جاريد كوشنر


Jared Corey Kushner ولد في 10 يناير 1981 في ليفينغستون ، نيو جيرسي هو رجل أعمال وسياسيّ أمريكيّ ، ويعرف بدوره كمستشار رئيس لدى دونالد ترامب ، والد زوجته . تزوَّج من إيفانكا ترامب في عامّ 2009 ولديهما ثلاثة أطفال . على الرَّغم من الجدل والتَّحقيقات المحيطة بدوره في إدارة ترامب ، يظلّ كوشنر شخصيَّة مؤثِّرة في الأوساط السِّياسيَّة والاقتصاديَّة الأمريكيَّة ، وخاصَّة كرائد في اتِّفاقيَّات إبراهيم ، وهي سلسلة من اتِّفاقيَّات السَّلام والتَّطبيع الَّتي وقعت بين إسرائيل وعدَّة دول عربيَّة برعاية الولايات المتَّحدة في عام 2020 . في هذا المنشور على تويتر ، يستعرض جاريد رؤيته حول الوضع الحاليِّ في لبنان بين إسرائيل وحزب اللَّه .



يعتبر السَّابع والعشرون من سبتمبر اليوم الأكثر أهمِّيَّةً في الشَّرق الأوسط منذ إبرام اتِّفاقيَّات أبراهام

 

لقد أمضيت ساعات لا حصر لها في دراسة حزب اللَّه ، ولا يوجد خبير على وجه الأرض كان يعتقد أنَّ ما فعلته إسرائيل لتقويض وإضعاف الحزب كان ممكنًا .

هذا الأمر مهمّ لأنَّ إيران الآن أصبحت مكشوفةً بالكامل . السَّبب في أنَّ منشآتهم النَّوويَّة لم تدمِّر ، رغم ضعف أنظمة الدِّفاع الجوِّيِّ ، هو أنَّ حزب اللَّه كان بمكانة مسدَّس محشوّ موجَّه نحو إسرائيل .

قضت إيران الأربعون عامًا الماضية في بناء هذه القدرة كوسيلة ردع . كان الرَّئيس ترامب غالبًا ما يقول : " إيران لم تفز أبدًا في حرب لكنَّها لم تخسر أبدًا في مفاوضات " .

نظام الجمهوريَّة الإسلاميَّة أكثر صلابة عندما يخاطر بأرواح حماس وحزب اللَّه والسُّوريِّين والحوشيَّين عوضًا عن المخاطرة بأرواحهم .

جهودهم الحمقاء لاغتيال الرَّئيس ترامب واختراق حملته تفوح منها رائحة اليأس وتزيد من صلابة التَّحالف الكبير ضدَّهم . القيادة الإيرانيَّة عالقةً في الشَّرق الأوسط القديم ، بينما جيرانهم في مجلس التَّعاون الخليجيِّ يتقدَّمون نحو المستقبل من خلال الاستثمار في شعوبهم وبنيتهم التَّحتيَّة . إنَّهم يصبحون مغناطيسًا ديناميكيًّا لجذب المواهب والاستثمارات بينما إيران تتراجع أكثر فأكثر .

ومع تلاشي وكلاء إيران وتهديداتها ، سيرتفع الأمن الإقليميُّ والازدهار للمسيحيِّين والمسلمين واليهود - على حدّ سواء - .

تجد إسرائيل نفسها الآن مع تهديد غزَّة وتحييد في الغالب وفرصة لتحييد حزب اللَّه في الشَّمال . من المؤسف كيف وصلنا إلى هنا ، ولكن ربَّما يكون هناك جانب إيجابيّ في النِّهاية .

أيُّ شخص دعا إلى وقف إطلاق النَّار في الشَّمال هو مخطئ . لا يمكن لإسرائيل العودة الآن . لا يمكنهم تحمُّل عدم إكمال المهمَّة وتفكيك التِّرسانة الَّتي كانت موجَّهةً إليهم بالكامل . لن يحصلوا على فرصة أخرى . بعد النَّجاحات التَّكتيكيَّة الرَّائعة والسَّريعة مع أجهزة الاستدعاء والمذياع واستهداف القيادة ، أصبحت مخازن الأسلحة الضَّخمة لحزب اللَّه غير محروسة وغير مأهولة . معظم مقاتلي حزب اللَّه يختبئون في إنفاقهم . وأيَّ شخص لا يزال موجودًا لم يكن مهمًّا بما يكفي ليحمل جهاز استدعاء أو يدعى إلى اجتماع قيادة .

إيران أيضًا تتراجع ، غير آمنة وغير متأكِّدة من مدى اختراق استخباراتها الخاصَّة . عدم الاستفادة الكاملة من هذه الفرصة لتحييد التَّهديد هو أمر غير مسؤول .

لقد سمعت بعض القصص المذهلة حول كيفيَّة جمع إسرائيل للمعلومات الاستخباراتيَّة على مدار الأشهر العشرة الماضية باستخدام بعض التِّقنيَّة الرَّائعة والمبادرات الجماعيَّة . لكنَّ اليوم ، مع تأكيد مقتل نصر اللَّه والقضاء على 16 قائدًا - على الأقلِّ - في تسعة أيَّام فقط ، كان أوَّل يوم بدأت أفكِّر فيه في شرق أوسط بلا ترسانة محمَّلة بالكامل من إيران موجَّهةً نحو إسرائيل . الكثير من النَّتائج الإيجابيَّة أصبح ممكنة .

هذه لحظة للوقوف خلف الدَّولة السَّاعية للسَّلام ، إسرائيل ، وجزءً كبير من اللُّبنانيِّين الَّذين عانوا من حزب اللَّه ويريدون العودة إلى الأزمنة الَّتي كان فيها بلدهم مزدهرًا ، وبيروت مدينةً كوزموبوليتيَّة القضيَّة الرَّئيسة بين لبنان وإسرائيل هي إيران ؛ وإلَّا هناك الكثير من الفوائد لشعبي البلدين من العمل معًا . الخطوة الصَّحيحة الآن لأمريكا هي إخبار إسرائيل بإكمال المهمَّة . لقد حان الوقت منذ مدَّة طويلة . وليس فقط معركة إسرائيل . قبل أكثر من 40 عامًا ، قتل حزب اللَّه 241 فردًا عسكريًّا أمريكيًّا ، منهم 220 من مشاة البحريَّة . هذا لا يزال اليوم الأكثر دمويَّةً لمشاة البحريَّة الأمريكيَّة منذ معركة آيو جيمًا . ج - في وقت لاحق - من نفس اليوم ، قتل حزب اللَّه 58 من المظلِّيِّين الفرنسيِّين . والآن ، خلال الأسابيع السِّتَّة الماضية أو نحو ذلك ، قضت إسرائيل على عدد من الإرهابيِّين في قائمة الإرهابيِّين المطلوبين لدى الولايات المتَّحدة يعادل ما فعلته الولايات المتَّحدة في العشرين عامًا الماضية . بما في ذلك إبراهيم عقيل ، قائد منظَّمة الجهاد الإسلاميِّ لحزب اللَّه الَّذي خطَّط لقتل مشاة البحريَّة في عام 1983 .

كتب الفيلسوف برنارد هنري ليفي على X : " أقرأ في كلِّ مكان أنَّ لبنان ' على شفا الانهيار . ' لا . إنَّه على شفا الارتياح والتَّحرُّر " . لحظات كهذه تأتي مرَّةً واحدةً في الجيل ، إذا جاءت أصلاً .

الشَّرق الأوسط غالبًا ما يكون صلبًا حيث يتغيَّر القليل . اليوم ، هو سائل والقدرة على إعادة تشكيله لا حدود لها . لا تهدروا هذه اللَّحظة . لنتضرَّع جميعًا من أجل النَّجاح ، والسَّلام ، والحكمة الجيِّدة لقادتنا .