في عالم العلاج النفسي، يُعتبر دواء "كار إكس تي" من الابتكارات البارزة التي أثارت الكثير من الاهتمام. في 2 أكتوبر 2024، حصل هذا الدواء على موافقة الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة، مقدماً وعداً بتحسين حياة الملايين من مرضى الفصام. من خلال استهداف مستقبلات المسكرينية في الدماغ، يقدم "كار إكس تي" نهجاً جديداً يميزه عن مضادات الذهان التقليدية.
تُعتبر آلية عمل "كار إكس تي" مبتكرة لكونها تُقلل من إفراز الدوبامين، وهو أحد الأسباب الرئيسية للأعراض الذهانية. بالإضافة إلى ذلك، يساهم الدواء في تعزيز وظائف الدماغ المتعلقة بالإدراك والمعالجة العاطفية، مما يزيد من فعاليته العلاجية. أثبتت التجارب السريرية أن "كار إكس تي" فعال في تخفيف الأعراض الرئيسية للفصام، مع إمكانية تحسين الوظائف الإدراكية وتقليل الآثار الجانبية مقارنة بالأدوية القديمة.
يتميز "كار إكس تي" بكونه نتاج الجمع بين جزيئين رئيسيين: "زانوميلين"، الذي ينشط مستقبلات المسكرينية، و"تروبسيوم"، الذي يقي من الآثار غير المرغوب فيها خارج الدماغ. رغم فوائده العديدة، يواجه "كار إكس تي" تحديات، مثل الحاجة لتناوله مرتين يومياً وارتفاع تكلفته السنوية التي تُقدّر بحوالي 20,000 دولار أمريكي.
إلا أن الموافقة على "كار إكس تي" قد دفعت بعجلة الأبحاث نحو تطوير أدوية أخرى تستهدف مستقبلات المسكرينية، مما يُبشر بعهد جديد في علاج الفصام. هذا التطور يمنح الأمل في تبني علاجات أكثر تخصيصاً وفعالية للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية.