سيبقى 7 أكتوبر 2023 محفور في الذَّاكرة إلى الأبد في ذلك اليوم ، شنُّت حماس هجومًا غير مسبوق على إسرائيل ، ممَّا أطلق دوَّامةً من العنف الَّتي قلبت الشَّرق الأوسط رأسًا على عقب .
منذ هجمات حماس غير المسبوقة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 ، لا يبدو أنَّ شيئًا يمكنه إيقاف موجة العنف الَّتي اجتاحت من غزَّة إلى لبنان ، ومن الضَّفَّة الغربيَّة إلى اليمن ، وقد أودت بحياة عشرات الآلاف ، معظمهم من المدنيِّين .
صراع بلا نهاية
بعد عام ، أخذ الصِّراع أبعادًا غير متوقَّعة ، وانتشر في جميع أنحاء المنطقة . دفع المدنيُّون الثَّمن الأغلى ، مع سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى . لا أحد يعلم كمّ من الضَّحايا سقطوا في قصف الضَّاحية الجنوبيَّة لبيروت يوم الجمعة [ 27 سبتمبر ] . أكثر من 41,000 شخص قتلوا في غزَّة ، معظمهم من المدنيِّين ، أيُّ واحد من كلِّ 55 فردًا من السُّكَّان قبل الحرب .
زمن أصبح مرنًا
في مواجهة هذا العنف ، فقدت هذه الشُّعوب كلُّ إحساس بالوقت . الرَّهائن ، الجنود ، المدنيُّون جميعهم يشهدون على هذا الإدراك الذَّاتيِّ لزمن لم يعد له معنى . وصف الاحتياطيُّون الَّذين تمَّت تعبئتهم للقتال في غزَّة ساعات الحراسة ، والأيَّام الطَّويلة من الانتظار ، والأسابيع المملَّة من الدَّوريَّات ، والدَّقائق المتوتِّرة ، والثَّواني العنيفة . والأهمَّ من ذلك ، كما لاحظ أحد هؤلاء الجنود ، أنَّ الوقت في غزَّة " لم يعد له نفس المعنى المعتاد " .
لا " يوم بعد "
وما هو أسوأ ، بالنِّسبة للعديد من الضَّحايا ، لن يكون هناك " يوم بعد " . لقد تحطَّمت الكثير من الحيوات ، واعتلت الكثير من الأسر بالحزن . هذا الصِّراع يبدو بلا بداية ولا نهايةً . بالنِّسبة لهم ، لن يكون هناك " يوم بعد " . وكذلك الحال بالنِّسبة لحوالي 80,000 شخص أصيبوا ، وغالبًا بجروح خطيرة . ولا لعائلات الَّذين اختفوا ببساطة . هؤلاء يعدُّون بالآلاف – بالغين وأطفال ، ربَّما ماتوا ، دفنوا في مقابر جماعيَّة أو تحت الأنقاض ، أو ربَّما فقط تائهون ، فاقدو الذَّاكرة ، معتقلون من قبل القوَّات الأمنيَّة الإسرائيليَّة – غير موجودين بأيِّ حال .
بعد عام ، يظلّ 7 أكتوبر 2023 محفورًا كيوم أدخل الشَّرق الأوسط في فوضًى لا نهاية لها . . .