تواجه كوبا أزمة كهربائية حادة تلقي بظلالها على الحياة اليومية لملايين المواطنين، حيث تعاني البلاد من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي تمتد لساعات طويلة. وتكمن جذور هذه المشكلة في البنية التحتية المتهالكة لقطاع الطاقة، حيث تعمل محطات توليد الكهرباء الحرارية بأقل من نصف طاقتها الإنتاجية، مع تجاوز معظمها الأربعين عاماً من الخدمة دون صيانة كافية.
يعاني المواطنون الكوبيون من انقطاع الكهرباء لفترات قد تصل إلى اثنتي عشرة ساعة يومياً، مما يؤثر بشكل مباشر على حفظ المواد الغذائية وتشغيل المؤسسات التجارية وتقديم الخدمات الطبية. وتزداد معاناة السكان خلال فترات الحر الشديد، حيث يصعب عليهم التكيف مع غياب أجهزة التكييف والمراوح الكهربائية.
تتفاقم الأزمة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، حيث يؤدي النقص في العملات الأجنبية إلى صعوبة استيراد الوقود وقطع الغيار اللازمة. كما تساهم العقوبات الأمريكية المفروضة على كوبا في تعقيد عملية تحديث البنية التحتية للطاقة، مما يجعل حل الأزمة أكثر صعوبة.
تسعى الحكومة الكوبية جاهدة لإيجاد حلول لهذه الأزمة من خلال التفاوض مع دول أجنبية لإصلاح محطات الطاقة وتنويع مصادر الطاقة المتاحة. كما تقوم بتطبيق إجراءات لترشيد استهلاك الكهرباء. لكن هذه الجهود تصطدم بواقع اقتصادي صعب يتميز بارتفاع معدلات التضخم ونقص السلع الأساسية، مما يجعل من أزمة الكهرباء جزءاً من تحديات أكبر تواجه المجتمع الكوبي في الوقت الراهن.