يشهد عصرنا تحولاً جذرياً في علاقة الإنسان بالكلاب، حيث تجاوزت مكانتها دور الحيوان الأليف التقليدي لتصبح رمزاً للمكانة الاجتماعية والاستهلاك المظهري. وفقاً للاقتصادي فرانسوا ليفيك، أصبح الكلب يمثل ظاهرة مزدوجة في مجتمعنا المعاصر، فهو كائن حي يستحق الرعاية والاهتمام من جهة، وسلعة استهلاكية تعكس الوضع الاجتماعي من جهة أخرى.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن متوسط تكلفة اقتناء ورعاية الكلب قد تصل إلى 10,000 يورو، مما يضعه في مرتبة موازية للسيارة من حيث النفقات الأسرية. وقد ظهرت تصنيفات للسلالات الأكثر رغبة وطلباً، من كلاب الهاسكي إلى الشيواوا، مروراً بالبيجل والكافالير كينج تشارلز، مما يعكس تحول الكلاب إلى سلع فاخرة تخضع لمعايير الموضة والمكانة الاجتماعية.
يمثل هذا التحول ما أسماه عالم الاجتماع فيبلن بالاستهلاك المظهري، حيث يقوم الأفراد بالإنفاق بسخاء على كائن حي ليكون واجهة لنجاحهم المادي. وتختلف هذه النظرة الحديثة بشكل جذري عن النظرة التقليدية للكلاب في المجتمعات الريفية القديمة، حيث كانت تُعامل بشكل مختلف تماماً.
تغيرت نظرتنا للحيوانات الأليفة بشكل جذري، فأصبح الكلب فرداً من العائلة يحظى برعاية قد تفوق أحياناً رعاية الأطفال. هذا التحول يثير تساؤلات مهمة حول علاقتنا بالحيوانات الأليفة في مجتمعنا الحديث.