يشهد الوسط الثقافي والأدبي جدلاً واسعاً حول فوز الكاتب الجزائري كمال داود بجائزة غونكور الفرنسية المرموقة عن روايته "حور"، التي تتناول فترة العشرية السوداء في الجزائر. وفي سابقة هي الأولى من نوعها، يحصد كاتب جزائري هذه الجائزة الأدبية الفرنسية العريقة، لكن هذا الفوز قوبل بردود فعل متباينة بين ضفتي المتوسط.
تثير رواية "حور" التي منعت من النشر في الجزائر جدلاً واسعاً، حيث يحظر القانون الجزائري تناول فترة التسعينيات في الأعمال الأدبية. وقد حرم هذا المنع داود وداره الناشرة غاليمار من المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي انطلق في السادس من نوفمبر.
وتنقسم الآراء حول داود في الجزائر بين مؤيد ومعارض. فصحيفة "الخبر" الجزائرية تشير إلى انقسام المثقفين الجزائريين حول شخصيته، بين من يراه روائياً موهوباً وآخرين يعتبرونه يسعى لإرضاء الذائقة الفرنسية على حساب هويته الجزائرية. كما تسلط الضوء على تناقضاته، مذكرة بقربه من التيارات الإسلامية في شبابه.
ويثير موقف داود من القضايا المعاصرة جدلاً واسعاً، خاصة تصريحاته المثيرة للجدل حول المرأة والمجتمع العربي، وموقفه المتحفظ من الحراك الشعبي الجزائري عام 2019، وصمته حيال الأحداث في غزة. وتعتبر صحيفة "لوماتان دالجيري" أن خطاب داود يعكس التوقعات الفرنسية في نقد الإسلام السياسي والبنى التقليدية، متجاهلاً وجهات النظر المحلية الأكثر تعقيداً.
يقيم داود حالياً في فرنسا، حيث حصل على الجنسية الفرنسية مؤخراً، مما يجعل البعض يرى فيه مثقفاً منفصلاً عن واقع بلده الأصلي. وتلخص صحيفة "لوماتان دالجيري" هذه الإشكالية بقولها إن خطاب داود يعكس توقعات فرنسية تثمن نقد الإسلام السياسي والهياكل الأبوية، حتى لو كان ذلك على حساب وجهات نظر أكثر توازناً ومحلية.