أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية تغيراً ملحوظاً في قاعدة ناخبي ترامب، مما دفع المحللين للبحث في أسباب هذا الفوز.
وفقاً لما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، نجح ترامب في توسيع قاعدته الانتخابية بشكل ملحوظ متجاوزاً الانقسامات العرقية التقليدية. فبعد ثماني سنوات من استراتيجيته الأولى التي ركزت على البيض من الطبقة العاملة، تمكن الحزب الجمهوري من استقطاب شرائح جديدة من الناخبين.
وتظهر الإحصاءات أن 54% من ناخبي ترامب هم من البيض غير الحاصلين على شهادات جامعية، لكن المفاجأة كانت في ارتفاع نسبة تأييده بين الأقليات. فقد تضاعف تقريباً دعم الناخبين السود ليصل إلى 15%، بينما ارتفع تأييد اللاتينيين بنسبة 6% ليصل إلى 41%.
وكشفت صحيفة إل بايس الإسبانية، استناداً إلى استطلاعات CNN، أن ترامب عزز دعمه بين أصحاب الدخل المنخفض والمتوسط. وفي المقابل، حافظت كامالا هاريس على تقدمها بين الناخبين المتعلمين بفارق 15 نقطة.
ويبرز عامل النوع الاجتماعي كمؤثر رئيسي في النتائج، حيث تميل النساء للتصويت للديمقراطيين بينما يميل الرجال للجمهوريين. لكن التحول الأبرز كان بين الشباب دون الثلاثين، حيث انتقل الشبان بشكل كبير نحو اليمين، محققين تقدماً بـ13 نقطة لصالح ترامب بعد أن كان بايدن متقدماً بـ15 نقطة في 2020.
هذه النتائج تعكس تحولاً عميقاً في المشهد السياسي الأمريكي، حيث أصبح الانقسام الطبقي والتعليمي أكثر أهمية من الانقسامات العرقية التقليدية. ويبدو أن استراتيجية ترامب في استهداف الناخبين من الطبقة العاملة، بغض النظر عن خلفياتهم العرقية، قد آتت ثمارها في هذه الانتخابات.