في تطور لافت يجمع بين عراقة الموسيقى وحداثة التكنولوجيا، حققت أغنية "Now and Then" لفرقة البيتلز الأسطورية إنجازاً تاريخياً بترشحها لجائزة غرامي في فئة أفضل تسجيل موسيقي للعام. تكمن أهمية هذه الأغنية في كونها أول عمل يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستعادة صوت جون لينون من تسجيل قديم يعود لسبعينيات القرن الماضي.
استغرق إنتاج الأغنية عقوداً من الزمن، حيث بدأت القصة عندما سلمت يوكو أونو، أرملة جون لينون، تسجيلاً صوتياً قديماً لبول مكارتني في عام 1994. كان التسجيل يحتوي على صوت لينون يعزف على البيانو في شقته بنيويورك، لكن جودة الصوت كانت رديئة للغاية. ظل المشروع معلقاً حتى تدخلت تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، والتي طورتها شركة بيتر جاكسون، لفصل صوت لينون عن البيانو وتنقيته.
يمثل هذا العمل نقطة تحول في صناعة الموسيقى، حيث يظهر إمكانيات الذكاء الاصطناعي في إحياء التراث الموسيقي وخلق جسر بين الماضي والحاضر. وقد عبر بول مكارتني ورينغو ستار عن سعادتهما بإتمام هذا المشروع الذي يعد آخر أغنية للبيتلز، واصفين إياه بأنه أقرب ما يمكن لجمع شمل الفرقة مرة أخرى.
تثير هذه الخطوة تساؤلات حول مستقبل صناعة الموسيقى وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في إعادة إحياء أصوات الفنانين الراحلين. لكن في حالة البيتلز، جاء استخدام هذه التقنية بموافقة جميع الأطراف المعنية وبهدف إتمام مشروع موسيقي بدأ قبل عقود.
يشكل ترشيح الأغنية لجائزة غرامي اعترافاً بأهمية هذا الإنجاز التقني والفني، ويفتح الباب أمام مزيد من التجارب المماثلة في المستقبل. وبغض النظر عن نتيجة الترشيح، فإن "Now and Then" ستظل علامة فارقة في تاريخ الموسيقى، تجمع بين سحر الماضي وإمكانيات المستقبل.