في قلب بريتوريا بجنوب أفريقيا عام 1971، بدأت قصة واحد من أكثر رجال الأعمال تأثيراً في عصرنا الحديث. إيلون ماسك، الذي يُعتبر اليوم رمزاً للابتكار التكنولوجي والتحول الرقمي، نشأ في ظروف صعبة شكلت شخصيته وطموحاته المستقبلية.
ولد ماسك لأب مهندس ثري وأم عارضة أزياء كندية، في فترة الفصل العنصري. كان طفلاً نحيفاً وصغير الحجم، مما جعله هدفاً سهلاً للتنمر في المدرسة. لكن هذه التجارب القاسية، بدلاً من أن تحطمه، حفزته على تطوير قدراته وبناء شخصية قوية.
في سن العاشرة، اكتشف ماسك شغفه بالحواسيب والبرمجة. وفي سن الثانية عشرة، باع أول لعبة فيديو من تصميمه بـ500 دولار. هذه البداية المبكرة في عالم التكنولوجيا، مقترنة بحبه لقصص الخيال العلمي وخاصة أعمال آسيموف، شكلت رؤيته المستقبلية.
في سن السابعة عشر، غادر جنوب أفريقيا متجهاً إلى كندا، مستفيداً من جنسية والدته، هرباً من الخدمة العسكرية الإلزامية. درس الفيزياء والاقتصاد في جامعة كوينز، قبل أن ينتقل إلى جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة.
لكن التحول الأبرز في مسيرته كان قراره المفاجئ بترك جامعة ستانفورد المرموقة بعد يومين فقط من التحاقه بها. رأى في صعود الإنترنت فرصة لا يمكن تفويتها، فأسس شركته الأولى Zip2 مع شقيقه كيمبال. هذه الشركة، التي بدأت برأسمال 28 ألف دولار، بيعت لاحقاً لشركة Compaq مقابل 307 مليون دولار.
هذه البداية الناجحة كانت مجرد بداية لسلسلة من المشاريع الطموحة التي غيرت وجه التكنولوجيا الحديثة. ماسك، بذكائه الحاد (يُقال إن معدل ذكائه 155) وقدرته على توقع التوجهات المستقبلية، أثبت أنه ليس مجرد رجل أعمال عادي، بل رؤيوي يسعى لتغيير العالم.