بأفكار زائفة، كشركات أمن خاصة تكون مسؤولة عن توزيع الغذاء على السكان، لكن هذه الفكرة لا تساعد في القضاء على حُكم "حماس" (التي لا يقتصر عملها على تأمين الحماية لمنشآت توزيع الغذاء)، ولن يعفي إسرائيل من مسؤوليتها عن مصير الفلسطينيين في غزة.
وهذه نقطة تستحق التشديد عليها، لأنه يجب ألاّ نخدع أنفسنا؛ إسرائيل هي قوة عسكرية فاعلة في القطاع، وإذا حدثت مجاعة، فإن إسرائيل هي المسؤولة، وكذلك لدى تفشّي وباء، أو عدم وجود منظومة تعليمية، وعدم جمع النفايات، أو أي موت جماعي للمدنيين لأي سبب من الأسباب. لذا، فمن مصلحة إسرائيل إنشاء مركز آخر للحكم في القطاع.
هذا باستثناء ما إذا قبلنا الفرضية التي تزداد وسط الزعامة الإسرائيلية على الرغم من أن نتنياهو ما زال يقول إنه ضدها؛ فقط حُكْم عسكري إسرائيلي يستطيع أن يحقق النصر والاستقرار. ولا مفر من حكم عسكري للقضاء على سلطة "حماس"، وكل الحلول الأُخرى لا تعدو كونها محاولات للتهرب من الواقع، وهذا موقف مثير للانتباه، ويجب أن نسأل الذين يدعمونه عما سيحدث بعد ذلك، فيجيبون: حُكْم فلسطيني يعترف بإسرائيل. وهذه فكرة مثيرة للاهتمام، فهناك واحد من هذا النوع في رام الله. السلطة الفلسطينية في حاجة إلى تغيير عميق، لكن ثمة شك في أن ينمو في غزة حُكْم أكثر استقراراً، لكن لا يمكن قول هذا الكلام أمام نتنياهو أو سموتريتش أو بن غفير، لأنه يتعارض مع شعور القاعدة ومع اعتباراتهم.
أمس قال لي مصدر إسرائيلي إنه لا يستبعد إمكان أن يطرح نتنياهو مسألة الحُكْم العسكري للضغط على "حماس" قُبيل استئناف المفاوضات بشأن صفقة مخطوفين. وفي الأيام المقبلة، سيجري الحديث بكثرة عن الإنجاز في الشمال، لكن يجب أن نتذكر أن أكبر إنجاز في هذه الحرب هو عندما يعود المخطوفون والمخطوفات إلى منازلهم.