يشكل النوم حجر الأساس في صحتنا النفسية والعقلية، حيث يلعب دوراً محورياً في قدرتنا على التحكم في ذكرياتنا وعواطفنا. وقد كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Psychological and Cognitive Sciences عن نتائج مثيرة للاهتمام حول العلاقة بين الحرمان من النوم والذكريات غير المرغوب فيها.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين بقيادة م. هارينغتون وزملائه، أن الحرمان من النوم يؤثر بشكل كبير على قدرة الدماغ على كبح الذكريات غير المرغوب فيها. شارك في الدراسة 87 شخصاً بالغاً يتمتعون بصحة جيدة، تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً.
وكشفت النتائج أن الأشخاص الذين حُرموا من النوم واجهوا صعوبة أكبر في السيطرة على ذكرياتهم المزعجة مقارنة بأولئك الذين حصلوا على قسط كافٍ من النوم. ويرجع ذلك إلى انخفاض نشاط منطقة القشرة قبل الجبهية الظهرية الجانبية اليمنى في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن كبح استرجاع الذكريات.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن نوم حركة العين السريعة (REM) يلعب دوراً حاسماً في استعادة قدرة الدماغ على التحكم في الذكريات. فكلما زادت مدة نوم REM، تحسنت قدرة الشخص على كبح الذكريات غير المرغوب فيها.
كما أظهرت الدراسة أن الحرمان من النوم يؤثر على الترابط الوظيفي بين شبكات الدماغ المختلفة، مما يؤدي إلى زيادة الاتصال بين شبكة الوضع الافتراضي وشبكة التحكم المعرفي، في حين ينخفض الاتصال بين شبكة الوضع الافتراضي والمهاد.
وأشارت النتائج أيضاً إلى أن الأشخاص المحرومين من النوم أظهروا انخفاضاً في القدرة على التفكير المتعمد والتركيز على المهام، مما يعكس تدهوراً أوسع في التحكم المعرفي.