أصبحت أزمة صورة الجسد تشكل تحدياً متزايداً للمراهقين في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يواجه الشباب ضغوطاً متزايدة للوصول إلى معايير جمالية غير واقعية.
وكشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Journal of the Academy of Nutrition and Dietetics عن نتائج مقلقة حول العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وعدم الرضا عن صورة الجسد لدى المراهقين. شملت الدراسة أكثر من 21 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً من ستة بلدان مختلفة.
وأظهرت النتائج أن 55% من المشاركين غير راضين عن أجسامهم، حيث يعتقد 35% منهم أنهم "أكبر من المثالي" و20% يرون أنفسهم "أنحف من المثالي". وكانت تشيلي والمكسيك من أكثر البلدان التي سجلت معدلات عدم الرضا عن صورة الجسد.
وأشارت الدراسة إلى أن منصات مثل يوتيوب وسناب شات وفيسبوك وتويتش لها تأثير كبير على تصور المراهقين لأجسادهم. حيث يرتبط قضاء وقت أطول على هذه المنصات بزيادة احتمالية عدم الرضا عن صورة الجسد.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن التنمر المرتبط بالوزن يلعب دوراً محورياً في تشكيل نظرة المراهقين لأجسادهم، حيث أفاد ثلث المشاركين الذين تعرضوا للتنمر بعدم رضاهم عن مظهرهم الجسدي.
كما كشفت النتائج أن هذه المشكلة لا تقتصر على الفتيات فقط، حيث أظهر أكثر من 50% من الذكور المشاركين قلقهم بشأن صورة أجسادهم، مما يشير إلى أن هذه المشكلة تؤثر على الجنسين بشكل كبير.
وأوضحت الدراسة أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية تلعب دوراً مهماً في هذه المسألة، حيث أظهر المشاركون من العائلات ذات الدخل المرتفع مستويات أعلى من الرضا عن صورة أجسادهم مقارنة بغيرهم.