"المجتمعات تتغير أبطأ من الاقتصاد"
- كلوديا غولدين
تتراجع معدلات الخصوبة عالمياً بوتيرة متسارعة، حيث تواجه دول متقدمة مثل فنلندا وألمانيا واليابان تحديات ديموغرافية خطيرة. وحول هذه المشكلة، تقدم الحائزة على جائزة نوبل في الاقتصاد كلوديا غولدين رؤية جديدة حول أسباب هذا التراجع العالمي.
تراجعت فنلندا، رائدة السياسات الأسرية سابقاً، حيث انخفض معدل الخصوبة إلى 1.26 طفل لكل امرأة في عام 2023، وهو أدنى مستوى منذ بدء التسجيل في عام 1776. أما في كوريا الجنوبية، فبلغ المعدل 0.72، ما يجعل كل جيل جديد أقل من نصف سابقه.
تربط غولدين بين سرعة التطور الاقتصادي وبطء التغير الاجتماعي. وتصنف الدول إلى فئتين: دول نمت تدريجياً، وأخرى قفزت اقتصادياً دون تطور اجتماعي مواز.
وتوضح الباحثة الفنلندية جوليا هيلستراند أن التراجع طال كل الفئات السكانية، مع تبدل أولويات الشباب. وأصبحت الحياة دون أطفال خياراً شائعاً، بينما تزداد صعوبة بناء علاقات مستقرة.
تتنوع استجابات الحكومات: من منع الدعوة لعدم الإنجاب في روسيا إلى تنظيم لقاءات تعارف في كوريا الجنوبية. لكن الخبيرة آنا روتكيرش ترى الحل في معالجة العوائق الثقافية والنفسية للشباب.
ومع تفاقم التحديات المناخية والتكنولوجية والاقتصادية، يتعين على المجتمعات التأقلم مع واقع تراجع الإنجاب. وتلخص غولدين: "الاضطراب وعدم اليقين يقوضان العلاقات والخطط المستقبلية."