في مقال نُشر في مجلة نيويوركر، يكشف كال نيوبورت عن حقيقة مدهشة: معظم الكُتّاب المشهورين لم يكتبوا أعمالهم الخالدة من منازلهم المريحة.
فها هو بيتر بنشلي، مؤلف رواية "الفك المفترس" الشهيرة، يختار الكتابة في مصنع للأفران بدلاً من منزله الجميل. ومايا أنجيلو تستأجر غرفاً فندقية خالية من أي زخارف لتكتب فيها. وجون شتاينبك يفضل الكتابة على متن قاربه بدلاً من مكتبه الفاخر.
لماذا يتخذ هؤلاء المبدعون هذه القرارات الغريبة؟ الإجابة تكمن في علم الأعصاب: فالمنزل، بكل ما يحتويه من مشتتات مألوفة وذكريات وواجبات، يخلق ما يسميه عالم الأعصاب دانيال ليفيتين "ازدحاماً في العقد العصبية". فسلة الغسيل أمام مكتبك المنزلي قد تجذب انتباهك نحو الأعمال المنزلية، حتى عندما تحاول التركيز على عملك.
في عصر ما بعد الجائحة، حيث يتجه أكثر من 25% من القوى العاملة الأمريكية للعمل عن بُعد، نحتاج إلى إعادة النظر في مفهوم "العمل من المنزل". يقترح نيوبورت حلاً وسطاً: العمل من مكان قريب من المنزل.
هذا النموذج، الذي يمكن أن نسميه "العمل من بالقرب من المنزل"، يتطلب من الشركات دعم موظفيها في إيجاد مساحات عمل مهنية قريبة من منازلهم. قد تكون مساحة عمل مشتركة، أو مكتباً صغيراً فوق متجر، أو حتى كوخاً مجدداً - المهم أن تكون منفصلة عن المنزل.
تجربة نيوبورت الشخصية تؤكد فعالية هذا النهج. فبعد استئجار مكتب متواضع فوق مطعم قريب من منزله، وجد نفسه أكثر إنتاجية من أي وقت مضى، رغم الضوضاء والظروف غير المثالية.