لماذا تنام الخفافيش مقلوبة رأساً على عقب؟

أضيف بتاريخ 01/28/2025
مدونة المَقالاتيّ


تُعد الخفافيش من أكثر الكائنات إثارة للفضول في مملكة الحيوان، وأحد أبرز ما يميزها هو عادتها الغريبة في النوم مقلوبة رأساً على عقب. فما السر وراء هذا السلوك المدهش؟

يشير العلماء إلى أن هذه العادة تطورت عبر رحلة الخفافيش التطورية نحو الطيران. فوفقاً لتارا هوهوف، عالمة الخفافيش ومنسقة برنامج الحفاظ على الخفافيش في إلينوي، بدأت الخفافيش رحلتها كثدييات أرضية قبل أن تتطور إلى الانزلاق في الهواء، تماماً مثل السناجب الطائرة.

وخلال عملية التطور، اكتسبت الخفافيش أطرافاً قوية تحولت تدريجياً إلى أجنحة. لكن على عكس الطيور، لا تمتلك الخفافيش عظاماً مجوفة، مما يجعل قدرتها على الإقلاع المباشر محدودة. لذلك، طورت استراتيجية التعلق رأساً على عقب للسقوط مباشرة في الهواء عند بدء الطيران.

والمثير للدهشة أن الخفافيش لا تبذل جهداً كبيراً للتعلق بهذه الوضعية. فعندما تجد مكاناً للراحة، تقوم بتقليص عضلات مخالبها، ثم تسترخي، مما يسمح لوزن جسمها بإغلاق المخالب تلقائياً بفعل الجاذبية. وعلى عكس البشر، لا تعاني الخفافيش من تجمع الدم في رؤوسها أثناء التعلق، بفضل حجم جسمها الصغير وكفاءة قلبها في ضخ الدم.

كما يوفر هذا الوضع حماية طبيعية من المفترسين مثل البوم والصقور والثعابين، حيث يصعب الوصول إلى الخفافيش المتعلقة بسقوف الكهوف أو أسفل الجسور.