معضلة التحول السياسي في المنطقة العربية: تحليل نقدي | كمال داود

أضيف بتاريخ 01/29/2025
مدونة المَقالاتيّ

في تحليل نشرته مجلة "لو بوان" الفرنسية (العدد 2739)، يقدم كمال داود رؤية تحليلية للمشهد السياسي العربي المعاصر، مستعرضاً التحديات الرئيسية التي تواجه عملية التحول الديمقراطي.



تمثل سوريا، وفق التحليل، نموذجاً للتحديات التي تواجه التحول السياسي في المنطقة. فبعد سقوط النظام السابق، تحولت البلاد إلى ساحة للتنافس الإقليمي، متأرجحة بين النفوذ الإيراني والتركي. هذا التحول كشف عن عمق الأزمة في بناء نظام ديمقراطي مستقر.

يؤكد داود أن النخب العربية تواجه معضلة مزدوجة: من جهة، تجنب مواجهة قضية الإسلام السياسي بشكل موضوعي، ومن جهة أخرى، الاكتفاء بتحميل الغرب مسؤولية الأزمات الراهنة. ويشير إلى أن هذا التجنب أدى إلى استمرار المعادلة الصعبة بين الاستبداد والإسلام السياسي.

يوضح التحليل كيف أدت عقود من السياسات السلطوية إلى إضعاف المؤسسات الأكاديمية والثقافية في العالم العربي. وفي الوقت نفسه، ساهم العنف والترهيب في تقييد النقاش المفتوح حول الإسلام السياسي وتحدياته. هذا الواقع المركب أدى إلى حالة من الجمود الفكري والسياسي.

يخلص داود إلى أن تجربة العقود الماضية أثبتت أن مجرد إسقاط الأنظمة الاستبدادية لا يكفي لبناء الديمقراطية. فالتحول الديمقراطي يتطلب تغييراً جذرياً في البنى الفكرية والمؤسسية، وإعادة تشكيل العلاقة بين السلطة والمجتمع.