انهيار النموذج الاقتصادي الألماني: وول ستريت جورنال تتنبأ بمستقبل صعب

أضيف بتاريخ 01/30/2025
مدونة المَقالاتيّ


يواجه الاقتصاد الألماني، الذي كان يوماً ما رمزاً للتقدم والجودة العالمية، تحديات غير مسبوقة تهدد مكانته كثالث أكبر اقتصاد في العالم. فوفقاً لتحليل نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، تشهد ألمانيا تحولاً دراماتيكياً يضع علامة "صنع في ألمانيا" الشهيرة في موضع تساؤل.

وتكشف الأرقام عن واقع مقلق: فللمرة الأولى منذ عام 1951، يسجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً للعام الثاني على التوالي. كما شهد القطاع الصناعي انخفاضاً حاداً بنسبة 15% منذ 2018، مما أدى إلى فقدان 3% من الوظائف، مع توقعات بفقدان 300 ألف وظيفة إضافية في قطاعي المعادن والكهرباء خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتتعدد أسباب هذا التراجع، من ارتفاع تكاليف الطاقة مقارنة بالولايات المتحدة والدول الصناعية الأخرى، إلى العبء الضريبي الثقيل الذي يلتهم نحو نصف دخل المواطنين الألمان. الأخطر من ذلك هو هروب رأس المال، حيث غادر البلاد نحو 300 مليار يورو من الاستثمارات منذ 2021، مع تفضيل الشركات الألمانية للتوفير على الاستثمار في المشاريع التكنولوجية الطموحة.

وتزداد المخاوف مع تهديدات الرئيس الأمريكي السابق ترامب بفرض تعريفات جمركية عقابية، مما قد يقوض النموذج الاقتصادي الألماني المعتمد على التصدير. وتصف الصحيفة اعتماد ألمانيا على أسواق التصدير بأنه يفوق اعتماد كاليفورنيا على التكنولوجيا.

والأكثر إثارة للقلق، وفقاً للخبراء، هو غياب استراتيجية واضحة لدى السياسيين الألمان لمواجهة هذه التحديات. فبدون نمو في أسواق التصدير، يبدو النموذج الاقتصادي الألماني في خطر حقيقي، خاصة مع انشغال المواطنين بقضايا أخرى كالهجرة وتغير المناخ والأمن.