"إحدى نقاط قوته أنه يفكر كمنتج تلفزيوني. فهو يخطط دائماً للساعة القادمة ويحرص على الحفاظ على انتباه جمهوره"
- كيفن مادن، خبير الاتصالات في الحزب الجمهوري.
منذ عودته إلى البيت الأبيض قبل عشرة أيام فقط، أغرق الرئيس دونالد ترامب موظفي الإدارة بسيل من التصريحات والخطابات التي تفوق قدرتهم على التوثيق. وكشفت وكالة أسوشيتد برس أن إدارة البيت الأبيض تدرس بجدية توظيف المزيد من المختصين في التدوين، حيث أن الموظفين الحاليين "يجدون صعوبة بالغة" في مواكبة تدفق البيانات الرئاسية.
ومنذ بداية ولايته الثانية، يتحدث ترامب بشكل شبه متواصل في محاولة لفرض نبرة جديدة في السياسة الأمريكية والتغلب صوتياً على معارضيه السياسيين. فخلال مراسم تنصيبه وحدها، نطق الرئيس أكثر من 22,000 كلمة، وأضاف حوالي 17,000 كلمة أخرى خلال جولاته في ولايتي كارولينا الشمالية وكاليفورنيا.
وللمقارنة، استخدم الرئيس السابق جو بايدن 24,259 كلمة فقط في أسبوعه الأول من الحكم، وقضى ساعتين و36 دقيقة أمام الكاميرات، بينما تجاوز ترامب 81,325 كلمة وأمضى أكثر من 7 ساعات في الظهور العلني.
ولا يقتصر التحدي على سرعة الكلام فحسب، بل يمتد إلى تشعب المواضيع وتداخلها. فعلى سبيل المثال، أثناء توقيعه قانوناً لتسريع عمليات الترحيل، انتقل ترامب فجأة للحديث عن إنجازاته الشخصية، ثم تطرق إلى "قنابل الواقيات"، قبل أن يتحول إلى مكافحة البيروقراطية، وينتهي باقتراح استخدام معتقل غوانتانامو لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين.