يكشف العلم أن التواصل غير اللفظي يمثل جزءاً كبيراً من تفاعلاتنا اليومية، خاصة في بيئة العمل حيث تعتبر الثقة والصدق ركيزتين أساسيتين للنجاح. وفي عالم الأعمال المعاصر، أصبحت القدرة على فهم وتفسير الإشارات غير اللفظية مهارة لا غنى عنها.
وفقاً لمقال نُشر في مجلة Entrepreneur بقلم دون ويبر، تشير الدراسات النفسية إلى أن الإنسان عندما يكذب، يظهر عليه تغيرات فسيولوجية لا إرادية يصعب إخفاؤها. فالتعبيرات الدقيقة للوجه، أو ما يعرف بـ "الميكرو-تعبيرات"، تظهر في أجزاء من الثانية وتكشف المشاعر الحقيقية قبل أن يتمكن الشخص من السيطرة عليها.
يؤكد خبراء علم النفس أن الجسد يخون صاحبه عندما يحاول الكذب. فقد تظهر علامات مثل الإفراط في رمش العينين، تجنب التواصل البصري المباشر، كثرة الحركة، لمس الجسد بشكل متكرر، وتغير في نمط التنفس. كما أن التناقض بين حركات الرأس والكلام المنطوق يعد مؤشراً قوياً على عدم المصداقية.
لكن من المهم أن نتذكر أن هذه العلامات ليست دليلاً قاطعاً على الكذب، بل مؤشرات يجب تقييمها في سياقها الكامل. فالخبرة والممارسة والفهم العميق للسلوك البشري هي المفتاح الحقيقي لفك شفرة لغة الجسد وكشف الحقيقة.