يمكن أن تكون المقتنيات المادية مغرية للغاية - سواء كان ذلك من خلال شراء أشياء جديدة لا نحتاجها أو لا نستطيع تحمل تكلفتها، أو الاحتفاظ بالأشياء لفترة طويلة جداً. في أقصى الحالات، يمكن أن تصبح هذه الميول مشكلة حقيقية تؤثر على حياتنا.
لدينا جميعاً قصة عن كيفية ارتباطنا بالأشياء المادية. فالبعض منا نشأ في فقر وحاول إخفاء ذلك، والبعض الآخر عمل بجد ليتمكن من شراء الملابس والأشياء "الجيدة". ومع مرور الوقت، قد نجد أنفسنا مدفوعين للشراء والتخزين لأسباب نفسية عميقة تتجاوز الحاجة الوظيفية الفعلية للأشياء.
نستخدم المقتنيات للتقرب من الآخرين، ومساعدتهم، والاتصال بالماضي، ومكافأة أنفسنا، وإعطاء معنى لحياتنا، والتعبير عن أنفسنا، وتجربة الجمال. كما نستخدمها للتعامل مع التوتر وتجنب الشعور بعدم الارتياح المرتبط بفكرة عدم امتلاك شيء ما عندما نحتاج إليه.
للسيطرة على هذا السلوك، من المهم أولاً فهم ما يحفزه. فكر في سبب شرائك والاحتفاظ بأشياء لا تستخدمها. ما الذي تأمل في تحقيقه؟ ما الذي يثير هذه الرغبات؟ كيف تشعر بعد الحصول على عنصر ما أو اتخاذ قرار بالاحتفاظ بشيء ما؟
يمكن أن يساعدك وضع قواعد محددة للشراء والتخزين في كسر هذه العادات. على سبيل المثال، انتظر 24 ساعة قبل شراء أي شيء غير ضروري، واتبع قاعدة "الدقيقة الواحدة" عند اتخاذ قرارات الشراء أو التخلص من الأشياء. إذا استغرقت أكثر من دقيقة لاتخاذ القرار، فمن المحتمل أنك تحاول تبرير شراء أو الاحتفاظ بشيء لا تحتاجه حقاً.
من المهم أيضاً تتبع ما تشتريه وتخزنه وتتخلص منه. سيساعدك هذا في تحديد الأنماط وتجنب تكرار نفس أخطاء الشراء والتخزين. وعندما تحقق أهدافك، كافئ نفسك - فكر في المال الذي وفرته والأشخاص الذين ساعدتهم من خلال التبرع بممتلكاتك.
تذكر أن العلاقة الصحية مع المقتنيات المادية لا تتعلق بالحرمان الكامل، بل بالتوازن والوعي. فكلما قل ما نمتلكه، زادت قدرتنا على تقدير وإستخدام ما لدينا بشكل أفضل، مما يؤدي إلى حياة أكثر تنظيماً وسعادة.