نجح العلماء في فك رموز مخطوطة هيركولانيوم التاريخية المتفحمة، التي ظلت تحتفظ بأسرارها لما يقرب من ألفي عام. وباستخدام تقنيات متطورة من الذكاء الاصطناعي والتصوير المقطعي المحوسب، تمكن الباحثون من إحياء نصوص يونانية قديمة كانت قد دُفنت إثر ثوران بركان فيزوف الشهير عام 79 ميلادية.
وبحسب ما نشرته مجلة "نيتشر" العلمية المرموقة، فقد اعتمد العلماء على مزيج مبتكر من التقنيات المتقدمة، تضمنت تقنية فك التغليف الافتراضي والمسح بالأشعة السينية، إلى جانب برامج متخصصة في الكشف عن الحبر. هذا المزيج التقني المتطور مكّن الباحثين من اختراق حواجز الزمن وقراءة نصوص فلسفية ثمينة كانت محفوظة داخل المخطوطات المتفحمة.
وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في محتوى المخطوطات نفسها، إذ تحتوي على تأملات فلسفية عميقة للمفكر اليوناني فيلوديموس، تتناول مفاهيم الفلسفة الأبيقورية وتقدم رؤى جديدة حول علاقة الإنسان بالمتعة والطعام. وقد أثار هذا الاكتشاف اهتماماً عالمياً واسعاً، مما دفع إلى إطلاق "تحدي فيزوف" بجائزة مالية ضخمة تصل إلى 850 ألف دولار لمن يستطيع فك المزيد من رموز هذه المخطوطات.
يفتح هذا الإنجاز العلمي آفاقاً جديدة في مجال دراسة النصوص التاريخية القديمة، حيث يتوقع الباحثون أن تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الكشف عن المزيد من الكنوز المعرفية المخفية في المخطوطات القديمة الأخرى. وبينما يستمر العلماء في تطوير هذه التقنيات، يبدو أن أسرار الماضي السحيق تقترب أكثر فأكثر من متناول أيدينا.