الانقسام البشري والذكاء الاصطناعي: معركة المصير الديمقراطي

أضيف بتاريخ 02/14/2025
مدونة المَقالاتيّ


يحذر المؤرخ والمفكر يوفال نوح هراري من أن البشرية تقف على مفترق طرق حاسم مع تطور الذكاء الاصطناعي. وفي حديث مؤخر حول كتابه الجديد "نيكسوس"، يشرح هراري كيف أن الخوارزميات والذكاء الاصطناعي يهددان أسس الديمقراطية والمجتمع البشري.

يرى هراري أن المشكلة لا تكمن في قوة البشر مقارنة بالذكاء الاصطناعي، بل في انقسامنا وتشتتنا. فالخوارزميات تستغل نقاط ضعفنا وتعمق الانقسامات بيننا. وعندما نرى من يختلف معنا كعدو وليس كمنافس سياسي، تنهار الديمقراطية وتتحول الانتخابات إلى ما يشبه الحرب.

ويوضح هراري في حواره أن الذكاء الاصطناعي يختلف جوهرياً عن التقنيات السابقة لأنه أول تقنية في التاريخ قادرة على اتخاذ القرارات وابتكار الأفكار بشكل مستقل. فالمطبعة يمكنها نسخ الكتب لكنها لا تستطيع تأليفها، والقنبلة الذرية يمكنها تدمير مدينة لكنها لا تقرر أي مدينة تستهدف. أما الذكاء الاصطناعي فيمكنه فعل كل ذلك.

ويحذر هراري من أننا في غضون عقد قد نجد أنفسنا في عالم تسيطر عليه "بيروقراطية الذكاء الاصطناعي" - حيث تتخذ الخوارزميات معظم القرارات المهمة في حياتنا، من القروض البنكية إلى التوظيف. والأخطر أن البشر، بمن فيهم السياسيون، سيجدون صعوبة متزايدة في فهم منطق هذه القرارات.

وفي ختام حديثه، يؤكد هراري أن الحل يكمن في التعاون البشري والتنظيم المؤسسي للذكاء الاصطناعي. فالبشر ما زالوا أقوى من الذكاء الاصطناعي، لكن علينا التحرك سريعاً قبل أن يفوت الأوان. كما يشدد على أهمية محاسبة الشركات التقنية على أفعال خوارزمياتها، وليس فقط على المحتوى الذي ينتجه المستخدمون.