الذكاء الاصطناعي في التوظيف: بين الثقة والتحفظ

أضيف بتاريخ 02/17/2025
مدونة المَقالاتيّ


كشفت دراسة حديثة أجرتها وكالة التوظيف العالمية "أديكو" عن موقف متباين تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات التوظيف. شملت الدراسة 30,000 باحث عن عمل في 23 دولة حول العالم، بما فيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعدة دول أوروبية رئيسية.

وفقاً للدراسة التي نشرتها أديكو، يُظهر الباحثون عن عمل انفتاحاً ملحوظاً تجاه استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في البحث عن الوظائف، لكن المخاوف تظل قائمة حول موثوقية هذه التقنية في عملية التقييم والاختيار. فحوالي ربع المشاركين (24%) يشككون في قدرة الذكاء الاصطناعي على تقييم مهاراتهم وخبراتهم بشكل دقيق.

وتبرز النتائج تفضيلاً واضحاً للتقييم البشري في 19 قطاعاً من أصل 22 قطاعاً شملتها الدراسة، خاصة في مجالات الإنتاج الصناعي والصحة والقانون. في المقابل، حظي الذكاء الاصطناعي بتقدير أعلى في قطاعات محددة مثل الفضاء والتنقل والتجارة الإلكترونية.

ومن أبرز المخاوف التي عبر عنها المشاركون عدم قدرة الذكاء الاصطناعي على التقاط الإشارات غير اللفظية خلال المقابلات، حيث أشار 42% إلى أهمية لغة الجسد ونبرة الصوت في تقييم المرشحين. وتظهر النساء قلقاً أكبر من الرجال في هذا الجانب، خاصة فيما يتعلق بتقييم الخبرات غير التقليدية.

وتختلف مستويات الثقة في الذكاء الاصطناعي باختلاف المستوى التعليمي، حيث يُظهر حاملو الشهادات الجامعية ثقة أكبر (65%) مقارنة بحاملي شهادات التعليم الثانوي (39%). كما تتفاوت المخاوف من التمييز المحتمل بين الدول، مع تسجيل أعلى نسب القلق في سويسرا وأستراليا.

وتختتم أديكو تقريرها بتوصية مهمة: ضرورة الجمع بين التكنولوجيا والعنصر البشري في عمليات التوظيف، مع التأكيد على أهمية الشفافية في استخدام الذكاء الاصطناعي. فالتقييم الشامل للمرشحين يتطلب نظرة متكاملة تتجاوز المهارات والخبرات التقليدية.