بعيدون عن النصر

أضيف بتاريخ 02/21/2025
افي اشكنازي | معاريف


نحو سنة وخمسة أشهر تعيش دولة إسرائيل في كابوس متواصل. في هزة قاسية. 

أحداث 7 أكتوبر تحز عميقا في الإسرائيلية. الخوف، الرعب، انعدام الوسيلة، خيبة الامل من ذاتنا، من فشل الجيش الإسرائيلي، فشل الدولة. هذا الى جانب الغضب ومشاعر الثأر تجاه اعدائنا.

كل هذا يتلخص في صورة واحدة. صورة الام شيري بيباس وطفليها الصغيرين، الذين اختطفوا من بيتهم في نير عوز الى الجحيم على ايدي مخربي الشيطان. 

عائلة بيباس هي قصتنا جميعا. هي ألم شعب كامل، ألم لن يلتئم ابدا. اليوم هم سيعودون الى تراب إسرائيل. في الجيش الإسرائيلي قالوا بألم ان “عودة الام وطفليها في توابيت هي فشل الجيش الإسرائيلي، فشل دولة إسرائيل”. 

اليوم نتلقى في الوجه الحقيقة التي يصعب على رئيس وزرائنا بنيامين نتنياهو أن يوافق عليها – في أنه لم يفِ بكلمته. لكن هذا هو الواقع – لم ننتصر في غزة. الجيش الإسرائيلي لم يجلب النصر. 

اليوم تتلقى إسرائيل الام شيري البطلة، الرمز والقدوة، وابنيها ارئيل وكفير في توابيت الدفن، مكسوة بعلم الدولة. الدولة إياها التي خانتهم مرتين: في المرة الأولى حين لم تحميهم في بيتهم. دولة غفت في الحراسة، في التزامها تجاه مواطنيها. وفي المرة الثانية، حين لم تعرف الدولة بمعونة قوتها العسكرية والسياسية كيف تنقذهم احياء من الجحيم.

اليوم سنشاهد في البث، الصور الأليمة والقاسية من حدود غزة. نطأطيء الرأس علما واضحا وأليما باننا فشلنا وتخلينا. 

إسرائيل بعيدة عن النصر. الدولة ملزمة بان تركز على إعادة المخطوفين الاحياء والاموات. وفور ذلك هي مطالبة بان تستعد لحرب حقيقية. ليس مع ثلاث فرق، بل مع خمس وست. الدخول الى غزة بقوة عظيمة. القصف والابادة لكل ما يوجد في قطاع غزة. مع كل الاحترام لاقوال كبار رجالات الجيش، لا يزال يوجد الكثير جدا مما يمكن عمله في غزة. 

ان حقيقة ان حماس تحاول إعادة بناء قوتها ولا تتردد من الاقتراب من المقاتلين، لترصد وتبحث عن الفرص لضربنا – مقلقة جدا. ليس هكذا تعمل منظمة إرهاب هزمت أو ردعت. 

ان حقيقة أننا لا نزال نبحث كيف ننقل الوسائل الى غزة، من المساعدات الإنسانية وحتى الكرفانات والتراكتورات التي ستثري صندوق حماس – هذا ليس نصرا. وان يكون كبار رجالات حماس يتنزهون في الصفوف الأولى بين الدوحة، إسطنبول، بيروت، القاهرة، طهران ومدن أخرى دون خوف هي أيضا مقلقة للغاية. هذا ليس نصرا.

مصدر سياسي في محيط رئيس الوزراء كان مشغولا امس باحاطة وسائل الاعلام بامور اكثر أهمية بكثير من النصر على حماس. كان مشغولا بالمواضيع الحقيقية، الأكثر ايلاما والأكثر دراماتيكية من ناحية امن إسرائيل. وهذا بالطبع اغلاق الحساب مع رئيس الموساد دادي برنياع ومع رئيس الشباك رونين بار. وعلى الطريق تحويل مقاتلي هذين الجهازين الى غير شرعيين. بالضبط مثلما فعل للشرطة ولافرادها، للنيابة العامة، للمحكمة العليا وللقضاة، وللجيش الإسرائيلي ولرئيس الأركان. 

هذا الصباح ستمر القافلة من غلاف غزة الى أبو كبير في تل ابيب. سيارات ودراجات الشرطة في المقدمة، وبعدها مركبات الجيش الإسرائيلي مع توابيت الضحايا. كلنا سنشهد بنظرة مهانة وأليمة القافلة التي ترمز اكثر من أي شيء آخر الى الفشل وتخلي الدولة عن مواطنيها. 

أنا لا أعرف اذا كان احد ما من قيادة الدولة، الجيش، الشباك او الشرطة سيأتي ليطلب المغفرة من أم لبؤة وطفليها الجميلين الصغيرين. لكني اشعر بحاجة ان اطلب منكم المغفرة.