التطورات في جنوب سوريا مثيرة للاهتمام. فعليًا، نشأ هنا منطقة نفوذ تحت التأثير الأمني والمدني لإسرائيل. المعنى العملي لذلك هو توسيع مساحة دولة إسرائيل، واختفاء الحدود الإسرائيلية السورية وفق اتفاقيات وقف إطلاق النار لعام 1974، وكل ذلك دون إعلان رسمي.
استمرارًا لتصريحات نتنياهو في بداية الأسبوع، تفرض إسرائيل بشكل أحادي نزع السلاح في جنوب سوريا. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية أن "الجيش الإسرائيلي هاجم في الساعات الأخيرة أهدافًا عسكرية في جنوب سوريا، من بينها مقرات ومواقع تحتوي على وسائل قتالية. وجود وسائل وقوات عسكرية في جنوب سوريا يشكل تهديدًا على مواطني دولة إسرائيل. الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على مواطني الدولة".
وزير الجيش الإسرائيلي، يواف غالانت، أضاف قائلًا: "سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم حاليًا (الليلة الماضية) بقوة في جنوب سوريا، كجزء من السياسة الجديدة التي حددناها لنزع السلاح في جنوب سوريا، والرسالة واضحة: لن نسمح لجنوب سوريا بأن يصبح جنوب لبنان".
في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشرتُ أن قائد "الإدارة المدنية" اللواء غسان عليان، المسؤول عن العلاقات مع السكان المدنيين، التقى بقيادات القرى في جنوب سوريا. بالإضافة إلى ذلك، سيبدأ سكان هذه القرى بالعمل في إسرائيل.
بمعنى آخر، نشأت هنا منطقة نفوذ تحت التأثير الأمني والمدني لإسرائيل. لماذا؟ تقوم إسرائيل بإنشاء المنطقة المنزوعة السلاح في جنوب سوريا لمنع نمو التنظيمات الجهادية التي قد تعمل ضدها، لكنها أيضًا قلقة من الميليشيات الموالية لتركيا أو حتى من تواجد قوات تركية فعلية في المنطقة. لذلك، فإنها تتخذ خطوات استباقية.
في الواقع، يجب أن نفهم أن حدود إسرائيل تتغير، ويبدو أن ذلك سيستمر حتى إشعار آخر.